• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ثم إن هاهنا سؤالاً و هو أن مقتضي كلام الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ هو أنه تعالي لا يوصف بشيء من الصفات فكيف يجتمع هذا مع توصيفه بالأوصاف المشهورة كالعلم و القدرة و الحياة و السمع و البصر و غيرها؟

يمكن الجواب عنه بأن مقتضي الجمع بين قوله المذكور و بين قوله ـ عليه السلام ـ في صدر هذه الخطبة في توصيفه تعالي: «الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا اجل محدود» هو أن له صفة غير محدود و حيث أن غير المحدود لا يتكرر ولا يتثني، فصفته متحدة مع ذاته التي تكون غير محدود، و عليه يرجع إثبات الصفة إلي الصفة المتحدة مع الذات، كما أن النفي يرجع إلي الصفات المحدودة الزائدة علي الذات فلا منافاة (1). كما ارتفعت المنافاة بين ذيل تلك الخطبة و توصيفه تعالي في الكتب الإهية و السنن القطعية بالأوصاف المشهورة ولابن ميثم هنا جواب آخر أغمضنا عنه وأحلناه إلي مقام آخر فراجع.

دفع شبهات

إن الماديين ذهبوا إلي مقالة سخيفة و هي إنكار المبدأ المتعال مع أن هذه المقالة لا يساعدها دليل عقلي ولا دليل عقلائي، بل يدلان علي خلافها ولا بأس بالاشارة إليها و الجواب عنها هنا (2).

ولا يخفي عليك أنهم ذهبوا إلي ما ذهبوا، إما فراراً من التكليف فإن الاعتقاد بالمبدأ و المعاد يحدد الحرية الحمقاء، مع أن التحديد الإلهي يوجب

1) راجع جهان بين: ص56.
2) راجع كتاب « فلسفتنا»، وكتاب «آموزش عقائد» و غيره من الكتب.