• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

التي هي عين الذات، و قوله: «الله الصمد» يصفه بانتهاء كل شيء إليه و هو من صفات الفعل، ـ إذ الصمد هو السيد المصمود إليه، أي المقصود في الحوائج علي الإطلاق ـ و الآيتان الكريمتان الاُخريان أعني:« لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً احد» تنفيان عنه تعالي أن يلد شيئاً بتجزيه في نفسه، فينفصل عنه شيء من سنخه بأي معني أريد من الانفصال والاشتقاق، كما يقول به النصاري في المسيح -: إنه ابن الله، و كما يقول الوثنية في بعض آلهتهم: إنهم أبناء الله سبحانه، و تنفيان عنه أن يكون متولداً من شيء آخر و مشتقاً منه بأي معني اُريد من الاشتقاق كما يقول الوثنية. ففي آلهتهم من هو إله أبو إله، ومن هو آلهة أُم إله، ومن هو إله ابن إله، وتنفيان، أن يكون له كفوء يعدله في ذاته أو في فعله و هو الايجاد والتدبير (1).

ولقد زاد أيضاً بأن الذي بيّنه القرآن الكريم من معني التوحيد أول خطوة خطيت في تعليم هذه الحقيقة من المعرفة، غير أن أهل التفسير والمتعاطين لعلوم القرآن من الصحابة و التابعين ثم الذين يلونهم، أهملوا هذا البحث الشريف. فهذه جوامع الحديث و كتب التفسير المأثوره منهم لا تري فيها أثراً من هذه الحقيقة لا ببيان شارح ولا بسلوك استدلالي، ولم نجد ما يكشف عنها غطاءها إلاّ ما ورد في كلام الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ خاصة، فإن كلامه هو الفاتح لبابها والرافع لسترها و حجابها علي أهدي سبيل و أوضح طريق من البرهان، ثم ما وقع في كلام الفلاسفة الإسلاميين بعد الألف الهجري، وقد صرحوا بأنهم استفادوه من كلامه (2)

ويشهد لما ذكره ما رواه في «نورالثقلين»عن الكافي عن محمّد بن يحيي، عن احمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن

1) الميزان: 20 ص545.
(2)الميزان :ج6 ص109.