• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

نفس الموصوف. و أما قوله: «فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه» فهو ظاهر؛ لأنه لما قرر كون الصفة مغايرة للموصوف لزم أن تكون زائدة‌ علي الذات، غير منفكة عنها، فلزم من وصفه بها أن تكون مقارنة لها، و إن كانت تلك المقارنة علي وجه لا يستدعي زماناً ولا مكاناً. وأما قوله: « ومن قرنه فقد ثنّاه» فلأن من قرنه بشيء من الصفات فقد اعتبر في مفهومه أمرين: أحدهما الذات، و الآخر الصفة. فكان واجب الوجود عبارة عن شيئين أو أشياء فكانت فيه كثرة، و حينئذٍ ينتج هذا التركيب: إن من وصف الله سبحانه فقد ثنّاه. و أما قوله: « ومن ثنّاه فقد جزأه» فظاهر. أنه إذا كانت الذات عبارة عن مجموع اُمور كانت تلك الاُمور أجزاء لتلك الكثرة من حيث أنها تلك الكثرة و هي مبادئ لها، وضم هذه المقدمة إلي نتيجة التركيب الأول ينتج أن من وصف الله سبحانه فقد جزأه. و أما قوله: « ومن جزأه فقد جهله» فلأن كل ذي جزء فهو يفتقر إلي جزء، و جزئه غيره، فكل ذي جزء فهو مفتقر إلي غيره، و المفتقر إلي الغير ممكن فالتصور في الحقيقة لأمر هو ممكن الوجود لا واجب الوجود بذاته، فيكون إذن جاهلاً به. و ضم هذه المقدمة إلي نتيجة ما قبلها ينتج أن من وصف الله سبحانه فقد جهله، و حينئذٍ يتبين المطلوب وهو أن كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه، إذ الاخلاص له والجهل به مما لا يجتمعان، وإذا كان الاخلاص منافياً للجهل به الذي هو لازم لإثبات الصفة له، كان إذن منافياً لإثبات الصفة له؛ لأن معاندة اللازم تستلزم معاندة الملزوم و إذ بطل أن يكون الاخلاص في إثبات الصفة له، تثبت أنه في نفي الصفة عنه، إلي أن قال: وذلك هو التوحيد المطلق و الاخلاص المحقق الذي هو نهاية العرفان و غاية سعي العارف من كل حركة حسية و عقلية (1).

1) شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج1 ص123.