• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ثم إن الخلق بإعتقاد الموحدين ليس ناشئاً عن العدم، إذ العدم فقد، والفاقد لا يعطي شيئاً، بل هو ناشٍ من إيجاده تعالي و هو عين الوجود.

و من جملة شبهاتهم: أنهم يقولون علي قاعدة تطور الأنواع و خروج بعضها من بعض: إن كل نوع متولد من نوع آخر، فالإنسان متولد من الحيوان كما تشهد الآثار الحفرية علي أنه متولد من القردة، مع أن الإلهيين اعتقدوا بأن الله خلق كل واحد من الأنواع علي حدة.

و اُجيب عنه: بأن فرضية التطور علي فرض صحتها في مورد، لا دليل علي عمومها و شمولها؛ لأن التجرية لا تقدر علي إثبات القاعدة و القانون من دون ضميمة البراهين و العلوم العقلية، فدعوي تطور كل نوع من نوع آخر بمجرد تجربة تولد نوع من نوع، لا دليل عليها.

هذا مضافاً إلي أن المكشوف بالآثار الحفرية هو التكامل و التطور في ناحية من النواحي كالأعضاء أو الصفات في نوع، لا تولد نوع من نوع؛ و لذلك قال العلاّمة الطباطبائي ـ قدس سره ـ: « ولم يعثر هذا الفحص و البحث علي غزارته و طول زمانه عل فرد نوع كامل متولد من فرد نوع آخر علي أن يقف علي نفس التولد دون الفرد و الفرد وما وجد منها شاهداً علي التغيير التدريجي فإنما هو تغيير في نوع واحد بالانتقال من صفة لها إلي صفة اُخري لا يخرج بذلك عن نوعيته و المدعي خلاف ذلك» (1).

و قال في موضع آخر: « إن التجارب لم يتناول فرداً من أفراد هذه الأنواع تحول إلي فرد من نوع آخر كقردة إلي إنسان، و إنما يتناول بعض هذه الأنواع من حيث خواصها و لوازمها و إعرضها ـ إلي أن قال ـ: فالحقيقة التي يشيرإليها القرآن الكريم من كون الإنسان نوعاً مفصولاً عن سائر الأنواع غير معارضة

1) الميزان: ج16 ص272.