2 – عقيدتنا في التوحيد
و نعتقد بانه
يجب توحيد الله تعالي من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات و نعتقد بأنه واحد
في ذاته و وجوب وجوده، كذلك يجب ـ ثانياً ـ توحيده في الصفات، وذلك بالاعتقاد بأن
صفاته عين ذاته كما سيأتي بيان ذلك ، و بالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته
الذاتية، فهو في العلم القدرة لا نظير له و في الخلق و الرزق لا شريك له و في كل
كمال لاندّ له (1) الند هو النظير و الشبيه، ثم إن ما ذكره المصنف من نفي
الشبيه و النظير في الصفات واضح بعد ما عرفت من رجوع كل شيء إليه من الوجود و
الحياة و القدرة و العلم و غيرها، بخلافه تعالي، فإن ليس من غيره لا في وجوده ولا
في كمالاته فهو قيّوم دون غيره، و أيضاً كل شيء غيره محدود بحد و ليس هو محدوداً بحد
من الحدود، ولا مقيداً بقيد من القيود، بل هو صرف الكمال، و هو الذي لا يتناهي من
جميع الجهات، و هكذا ولا ضعف فيه ولا في أوصافه و لذا لا يتخلف الأشياء بالنسبة
إلي علمه و قدرته، بل كلها مقدورات و معلومات له تعالي من دون تفاوتٍ بينها ، ولا
يعرضه الضعف و الفتور ولا يشوبه العدم