• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

تدركه الابصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل » (1) .

و بالجملة أن الإبصار لا يمكن إلاّ إذا كان المبصر محدوداً وفي جهة و هو لا يناسب الربّ تعالي لأنه غير محدود ولا يتناهي و هكذا ما يتخيله الإنسان و إن كان مجرداً عن المادة ولكنه متقدر بالأبعاد و الأشكال ، و مع التقدير المذكور يكون محدوداً بحدود الأبعاد و الأشكال ، فكيف يمكن للإنسان أن يتخيل المبدأ المتعالي الذي لا يكون محدوداً بحد أو بعد، فلذلك لا تناله يد البصر و الوهم، بل العقل عاجز عن درك حقيقته و كنهه إذ لا ماهية ولا جنس ولا فصل له حتي يتعلقها و يعرفه بها ذاته و كنهه، بل يعرفه العقل بعون المفاهيم المنتزعة عن ذاته مع سلب مماثلة شيء به تعالي، و يقال عند توصيفه : أنه موجود وحي و عالم و قادر و ليس كمثله شيء ، أو أنه ليس بمحدود، أو ليس بمتناه ، فالعقل عاجز عن درك كنهه ، ولكن له أن يعرفه بالمفاهيم المذكورة مع سلب خصائص الممكنات عنه (2).

قال ابن ميثم البحراني: « إن ذات الله تعالي لما كان بربة عن أنحاء التركيب، لم يكن معرفته ممكنة إلاّ بحسب رسوم ناقصة تتركب من سلوب و إضافات تلزم ذاته المقدسة لزوماً عقلياً » (3) فافهم . و مما ذكر يظهر المراد من قول مولانا أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ في نهج البلاغة : « لم يُطلع العقول علي تحديد صفته ولم يَحجُبها عن واجب معرفته » (4) .

ثم هنا سؤال و هو : أن الرؤية إذا كانت غير ممكنة‌ فكيف روي عن علي ـ عليه السلام ـ أنه قال في جواب من قال له: هل رأيت ربك؟ : « لم أكن

1) بحارالانوار : ج 3 ص 15 .
2) راجع اصول فلسفه : ج 5 ص 144 ـ 145 .
3) شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج 1 ص 121 .
4) الخطبه: 49 .