وكذلك يلحق
بالكافر من قال: إنه يتراءي لخلقه يوم القيامة، و إن نفي عنه التشبيه بالجسم لقلقة
في اللسان (4)
. ،
فإن أمثال هؤلاء المدعين حَمدوا علي ظواهر الالفاظ في القرآن الكريم (5)
بالذي أعبد
رباً لم أره »، ولكن الجواب عن ذلك منقول أيضاً عنه ـ عليه السلام ـ حيث قال في
جواب السائل : فكيف رأيته صفه لنا؟ : « ويلك لم تَرَه العيون بمشاهدة الأبصار ولكن
رأته القلوب بحقايق الإيمان و يلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد و لا بالحركة ولا
بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ـ الحديث »
(1) و لعل المراد من الرؤية القلبية هو الشهود و العرفان
القلبي و العلم الحضوري.
4) لأن نفي الجسمية مع تصوير الرؤية بالعين والبصر لا يجتمعان إذ
المرئي لا يكون مرئياً إلاّ إذا كان جسماً، و في جهة، وذا أبعاد، ثم إن المراد ممن
ذهب إلي جواز الرؤية مع نفي الجسمية هم الأشاعرة
(2) ثم ان الرؤية بالروح و النفس كالرؤية في المنام أيضاً مستحيلة لعدم
كونه تعالي متقدراً بمقدار و متحدداً بحدود و اشكال فلا مجال لرؤيته مطلقاً
5) كقوله تعالي : « الذين يظنون انهم ملاقو ربهم و انّهم إليه راجعون »
(3)
البقرة : 46 . بدعوي أن الملاقاة لا تتحقق بدون الرؤية ، مع أن المراد منها
هو الكناية عن مسبب اللقاء و هو ظهور قدرة الرب عليه، فإن الرجل إذا حضر عند ملك
ولقيه دخل هناك تحت حكمه و قهره دخولاً لا حيلة له في رفعه
(4)، فهو لقاء القدرة و الحكومة.