واسطة. و علّة متوسطة لما دونها من المثال و مرتبة المثال معلولة للعقل و علّة لمرتبة المادّة و المادّيّات و قد تقدّمت إلي ذلک إشارة و سيجيء توضيحه.
فمرتبة الوجود العقليّ أعلي مراتب الوجود الإمکانيّ و أقربها من الواجب (تعالي) و النوع العقليّ منحصر في فرد فالوجود العقليّ بما له من النظام ظلّ للنظام الربّانيّ الذي في العالم الربوبيّ الذي فيه کلّ جمالٍ و کمالٍ.
فالنظام العقليّ أحسن نظام ممکن و أتقنه ثمّ النظام المثاليّ الذي هو ظلّ للنظام العقليّ ثمّ النظام المادّيّ الذي هو ظلّ للمثال. فالنظام العالميّ العامّ أحسن نظامٍ ممکن و أتقنه.
الفصل الثامن عشر: في الخير و الشرّ و دخول الشرّ في القضاء الإلهيّ
الخير ما يطلبه و يقصده و يحبّه کلّ شيءٍ و يتوجّه إليه کلّ شيءٍ بطبعه و إذا تردّد الأمر بين أشياء فالمختار خيرها فلا يکون إلاّ کمالاً وجوديّاً يتوقّف عليه وجود الشيء کالعلّة بالنسبة إلي معلولها أو کمالاً أوّلاً هو وجود الشيء بنفسه أو کمالاً ثانياً يستکمل الشيء به ويزول به عنه نقص. و الشرّ يقابله فهو عدم ذات أو عدم کمال ذات.
و الدليل علي أنّ الشرّ عدم ذات أو عدم کمال ذات أنّ الشرّ لو کان أمراً وجوديّاً لکان إمّا شرّاً لنفسه أو شرّاً لغيره و الأوّل محال إذ لو اقتضي الشيء عدم نفسه لم يوجد من رأس و الشيء لا يقتضي عدم نفسه ولا عدم شيء من کمالاته الثانية لما بينه و بينها من الرابطة الوجوديّة و العناية الإلهيّة أيضاً توجب إيصال کلّ شيءٍ إلي کماله و الثاني أيضاً محال لأنّ کون الشرّ و المفروض أنّه
