ما في الضمير فهو موجود إعتباريّ يدل عند العارف بالوضع بدلالة وضعيّة اعتباريّة علي ما في ذهن المتکلّم و لذلک يعدّ وجوداً لفظيّاً للمعني الذهنيّ إعتباراً کما يعدّ المعني الذهنيّ وجوداً ذهنيّاً و مصداقه الخارجيّ وجوداً خارجيّاً للشيء.
فلو کان هناک موجود حقيقيّ دالّ علي شيءٍ دلالة حقيقيّة غير إعتباريّة کالأثر الدالّ علي المؤثّر و المعلول الدالّ بما فيه من الکمال الوجوديّ علي ما في علّته من الکمال بنحو أعلي و أشرف کان أحقّ بأن يسمّي «کلاماً» لأصالة وجوده وقوّة دلالته.
ولوکان هناک موجود بسيط الذات من کلّ وجه له کلّ کمال في الوجود بنحو أعلي و أشرف يکشف بتفاصيل صفاته التي هي عين ذاته المقدّسة عن إجمال ذاته کالواجب (تعالي) فهو کلام يدلّ بذاته علي ذاته و الإجمال فيه عين التفصيل».
أقول: فيه تحليل الکلام و إرجاع حقيقة معناه إلي نحو من معني القدرة فلا ضرورة تدعو إلي إفراده من القدرة علي أنّ جميع المعاني الوجوديّة و إن کانت متوغّلة في الماديّة محفوفة بالأعدام و النقائص يمکن أن تعود بالتحليل و حذف النقائص و الأعدام إلي صفةٍ من صفاته الذاتيّة.
فإن قلت: هذا جارٍ في السمع و البصر فهما و جهان من وجوده العلم مع أنّهما افردا من القدرة و عدّا صفتين من الصفات الذاتيّة.