• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دهم> فلسفه> نهایه الحکمه از ابتدای مرحله 8 تا پایان کتاب (علامه طباطبایی)

کتفرّق الاتّصال و نحوه بالعلم الحضوريّ الذي يحضر فيه المعلوم بوجوده الخارجيّ عند العالم لا بالعلم الحصوليّ الذي يحضر فيه المعلوم عند العالم بصورة مأخوذة منه لا بوجوده الخارجيّ فليس عند الألم أمران: تفرّق الاتّصال مثلاً و الصورة الحاصلة منه. بل حضور ذلک الأمر المنافي هو الألم بعينه فهو و إن کان نحواً من الإدراک لکنّه من أفراد العدم و هو و إن کان نحواً من العدم لکن له ثبوت علي حدّ ثبوت أعدام الملکات کالعمي و النقص و غير ذلک.

و الحاصل أنّ النفس لکونها صورة الإنسان الأخيرة التي بحذاء الفصل الأخير جامعة لجميع کمالات النوع واجدة لعامّة القوي البدنيّة و غيرها فتفرّق الاتّصال الذي هو آفة واردة علي الحاسّة تدرک النفس عنده فقد ها کمال تلک القوّة التي وردت عليها الآفة في مرتبة النفس الجامعة لا في مرتبة البدن المادّيّة.

ثمّ إنّ الشرّ لمّا کان هو عدم ذات أو عدم کمال ذات کان من الواجب أن تکون الذات التي يصيبه العدم قابلة له کالجواهر المادّيّة التي تقبل العدم بزوال صورتها التي هي تمام فعليّتها النوعيّة و أن تکون الذات التي ينعدم کما لها بأصابة الشرّ قابلة لفقد الکمال أي أن يکون العدم عدماً طارياً لها لا لازماً لذاتها کالأعدام و النقائص اللازمة للماهيّات الإمکانيّة فإنّ هذا النوع من الأعدام منتزع من مرتبة الوجود وحده.

و بهذا تبيّن أنّ عالم التجرّد التامّ لا شرّ فيه إذ لا سبيل للعدم إلي ذواتها الثابتة باثبات مبدئها ولا سبيل لعروض الأعدام المنافية لکمالاتها التي تقتضيها و هي موجودة لها في بدء وجودها.

فمجال الشرّ و مداره هو عالم المادّة التي تتنازع فيه الأضداد و تتمانع فيه مختلف الأسباب و تجري فيه الحرکات الجوهريّة و العرضيّة التي يلازمها التغيّر من ذات إلي ذات و من کمال إلي کمال.

و الشرور من لوازم وجود المادّة القابلة للصور المختلفة و الکمالات المتنوّعة المتخالفة غير أنّها کيفما کانت مغلوبة للخيرات حقيرة في جنبها إذا قيست إليها.