وجوديّ سرّاً لغيره إمّا بکونه معدماً لذات ذلک الغير أو معدماً لشيءٍ من کمالاته أو بعدم إعدامه لا لذاته و لا لشيءٍ من کمالاته و الأوّل و الثاني غير جائزين فإنّ الشرّ حينئذٍ يکون هو عدم ذلک الشيء أو عدم شيء من کمالاته دون الشيء المعدم المفروض و هذا خلف و الثالث أيضاً غير جائز فإنّه إذا لم يعدم شيئاً لا ذاتاً و لا کمال ذات فليس يجوز عدّه شرّاً فالعلم الضروريّ حاصل بأنّ ما لا يوجب عدم شيءٍ و لا عدم کماله فإنّه لا يکون شرّاً له لعدم استضراره به فالشرّ کيفما فرض ليس بوجوديٍّ و هو المطلوب.
و يصدّق ذلک التأمّل الوافي في موارد الشرّ من الحوادث فإنّ الإمعان في أطرافها يهدي إلي أنّ الشرّ الواقع عدم ذات أو عدم کمال ذات کما إذا قتل رجل رجلاً بالسيف صبراً فالضرب المؤثّر الذي تصدّاه القاتل کمال له و ليس بشرّ وحدّة السيف و کون قطّاعاً کمال له و ليس بشرّ و انفعال عنق المقتول و لينته کمال لبدنه و ليس بشرّ و هکذا فليس الشرّ إلاّ زهاق الروح و بطلان الحياة و هو عدميّ.
و تبيّن بما مرّ أنّ ما يعدّ من الوجودات شرّاً بسبب الاستضرار به هو شرّ بالعرض کالقاتل و السيف في المثال المذکور.
فإن قلت: إنّ الألم من الإدراک غير تفرّق الاتّصال الحاصل بالقطع مثلاً و هو أمر وجوديّ بالوجدان. و ينتقض به قولهم: «إنّ الشر بالذات عدميّ» اللّهم إلاّ أن يراد به أنّ منشأ الشرّيّة عدميّ و إن کان بعض الشرّ وجوديّاً.
قلت: أجاب عنه صدر المتألّهين قدس سرّه بأنّ الألم إدراک المنافي العدميّ
