المرحلة الحادية عشرة في العقل و العاقل و المعقول
و فيها خمسة عشر فصلاً
الفصل الأوّل: في تعريف العلم و انقسامه الأوّليّ و بعض خواصه
وجود العلم ضروريّ عندنا بالوجدان و کذلک مفهومه بديهيّ لنا و إنّما نريد بالبحث في هذا الفصل الحصول علي أخصّ خواصّه.
فنقول: قد تقدّم في بحث الوجود الذهنيّ أنّ لنا علماً بالأشياء الخارجة عنّا في الجملة بمعني أنّها تحضر عندنا بماهيّاتها بعينها لابوجوداتها الخارجيّة التي تترتب عليها آثارها الخارجيّة فهذا قسم من العلم و يسمّي عليماً حصوليّاً.
و من العلم أيضاً علم الواحد منّا بذاته التي يشير إليها و يعبّر عنها بـ «أنا» فانّه لايلهو عن نفسه و لا يغفل عن مشاهدة ذاته و إن فرضت غفلته عن بدنه و أجزائه و أعضائه.
و ليس علمه هذا بذاته بحضور ماهيّة ذاته عند ذاته حضوراً مفهوميّاً و علماً حصوليّاً لأنّ المفهوم الحاضر في الذهن کيفما فرض لايأبي بالنظر إلي نفسه الصدق علي کثيرين. و إنّما يتشخص بالوجود الخارجيّ و هذا الذي يشاهده من نفسه و يعبّر عنه بـ «أنا» أمر شخصيّ بذاته غير قابل للشرکة بين کثيرين وقد تحقق