فان قيل: تغيّر العلم کما اعترفتم به في القسم الثاني دليل کونه مادّيّاً فانّ التغيّر و هو الانتقال من حال إلي حال لازمه القوّة و لازمها المادّة و قد قلتم: إنّ العلم بجميع أقسامه مجرّد.

قلنا: العلم بالتغيّر غير تغيّر العلم و التغيّر ثابت في تغيّره لامتغيّر و تعلّق العلم بالمتغيّر اي حضوره عند العالم انّما هو من حيث ثباته لاتغيّره و إلاّ لم يکن حاضراً فلم يکن حضور شيء لشيء هذا خلف.

تنبيه

يمکن أن يعمّم التقسيم بحيث يشمل العلم الحضوريّ فالعلم الکلّيّ کعلم العلّة بمعلولها من ذاتها الواجدة في ذاتها کمال المعلول بنحو أعلي و أشرف فانّه لايتغيّر بزوال المعلول لوجاز عليه الزوال و العلم الجزئيّ کعلم العلّة بمعلولها الداثر الذي هو عين المعلول فانّه يزول بزوال المعلول.

الفصل الخامس: في أنواع التعقل

ذکروا أنّ العقل علي ثلاثة أنواع:

أحدها أن يکون عقلاً بالقوّة اي لايکون شيئاً منالمعقولات بالفعل و لا له لشيء من المعقولات بالفعل لخلّوه عن عامّة المعقولات.

الثاني أن يعقل معقولاً واحداً او معقولات کثيرة بالفعل مميّزاً بعضها من