الفصل التاسع: في موضوع الحرکة

قد تبيّن أنّ الموضوع لهذه الحرکات هو المادّة. هذا إجمالاً. أمّا تفصيله فهو أنّک قد عرفت أنّ في مورد الحرکة مادّة و صورة وقوّة و فعلاً و قد عرفت في  مباحث الماهيّة أنّ الجنس و الفصل هما المادّة و الصورة لابشرط و أنّ الماهيّات النوعيّة قد تترتب متنازلة إلي السافل من نوع عال و متوسط و اخير و قد تندرج تحت جنس واحد قريب انواع کثيرة اندراجاً عرضيّاً لاطوليّاً.

و لازم ذلک أن يکون في القسم الأوّل من الأنواع الجوهريّة مادّة أولي متحصلة بصورة أولي ثمّ هما معاً مادّة ثانية لصورة ثانية ثمّ هما معاً مادّة و تسمي أيضاً ثانية لصورة لاحقة و في القسم الثاني مادّة لها صور متعددة متعاقبة عليها کلّما حلّت بها واحدة منها امتنعت من قبول صورة اخري.

فاذا رجعت هذه التنوّعات الجوهريّة الطوليّة و العرضيّة إلي الحرکة. ففي القسم الثاني کانت المادّة التي هي موضوع الحرکة في بدئها هي الموضوع بعينه ما تعاقبت الصور إلي آخر الحرکة سواء کانت هي المادّة الأولي او المادّة الثانية و کذلک الحکم في الحرکات العرضيّة بفتح الراء

و في القسم الأوّل و هو الحرکة الطوليّة المادّة الأولي موضوع للصورة الأولي ثمّ هما معاً موضوع الصورة الثانية لا بطريق الخلع و اللبس کما في القسم الأوّل بل بطريق اللبس بعداللبس. و لازم ذالک أن تکون الحرکة اشتداديّة لا متشابهة و کون مادّة الصورة الأولي معزولة عن موضوعيّة الصورة الثانية بل الموضوع لها هو المادّة الأولي و الصورة الأولي معاً و المادّة الأولي من المقارنات.

و الصورة الثانية في هذه المرتبة هي فعليّة النوع و لها الآثار المترتبة إذ لا حکم إلاّ للفعليّة ولا فعليّة إلاّ واحدة و هي فعليّة الصورة الثانية.