في نفسها لنفسها حتي يکون منعوتاً بنفسها فتکون متجددة کما کانت تجدّداً. و إنّما وجودها لغيرها الذي هو الموضوع الجوهريّ. فحرکة الجسم مثلاً في لونه تغيّره و تجدّده في لونه الذي هو له لا تجدّد لونه. و هذا بخلاف الجوهر فانّ وجوده في نفسه هو لنفسه فهو تجدّد و متجدّد بذاته. فايجاد هذا الجوهر إيجاد بعينه للمتجدد و إيجاد المتجدّد إيجاد لهذا الجوهر لا إيجاد جوهر ليصير متجدداً. فافهم.
حجّة اخري: الأعراض من مراتب وجود الجواهر لما تقدّم أنّ وجودها في نفسها عين وجودها لموضوعاتها فتغيّرها و تجدّدها لا يتمّ إلاّ مع تغيّر موضوعاتها الجوهريّة و تجدّدها فالحرکات العرضية دليل حرکة الجوهر.
و يتبيّن بما تقدّم عدّة امور:
الأوّل أنّ الصور الجوهريّة المت7بدّلة المتواردة علي المادّة واحدة بعد واحدة في الحقيقة صورة جوهريّة واحدة سيّالة تجري علي المادّة و موضوعها المادّة المحفوظة بصورة مّا کما تقدّم في مرحلة الجواهر و الأعراض ننتزع من کلّ حدّ من حدودها مفهوماً مغايراً لما ينتزع من حدّ آخر نسميّها ماهيّة نوعيّة تغاير سائر الماهيّات في آثارها.
و الحرکة علي الاطلاق و إن کانت لاتخلو من شائبة التشکيک لما أنّها خروج من القوّة إلي الفعل و سلوک من النقص إلي الکمال لکن في الجوهر مع ذلک حرکة اشتداديّة أخري هي حرکة المادّة الأولي إلي الطبيعة ثم النبات ثم الحيوان ثم الانسان و لکلّ من هذه الحرکات آثار خاصّة تترتب عليها حتي تنتهي الحرکة إلي فعليّة لاقوّة معها.
الثاني أنّ للأعراض اللاحقة بالجواهر أيّاً مّا کانت حرکة بتبع الجواهر المعروضة لها إذ لا معني لثبات الصفات مع تغيّر الموضوعات و تجدّدها. علي أنّ الأعراض اللازمة للوجود کلوازم الماهيّة مجعولة بجعل موضوعاتها جعلاً بسيطاً من غير أنّ يتخلل جعل بينها و بين موضوعاتها. هذا في الأعراض اللازمة التي نحسبها ثابتة غير متغيره.
و أمّا الأعراض المفارقة التي تعرض موضوعاتها بالحرکة کما في الحرکات الواقعة في المقولات الأربع: الأين و الکم و الکيف و الوضع فالوجه أن تعدّ حرکتها من الحرکة في الحرکة و أن تسمّي حرکات ثانية و يسمّي القسم الأوّل حرکات أولي.
والاشکال في إمکان تحقق الحرکة في الحرکة بأنّ من الواجب في الحرکة
