تحقّق جهة إمکانيّة فيها و انسلاب کمالات وجوديّة عنها و قد تحقّق استحالته.
و أمّا القول الرابع المنسوب إلي المعتزلة و هو نيابة الذات عن الصفات.
ففيه: أنّ لازمه فقدان الذات للکمال و هي فيّاضة لکلّ کمالٍ و هو محال.
و بهذا يبطل أيضاً ما قيل: «إنّ معني الصفات الذاتيّة الثبوتيّة سلب مقابلاتها فمعني الحياة و العلم و القدرة نفي الموت و نفي الجهل و نفي العجز».
و أمّا ما قيل من کون هذه الصفات عين الذات و هي مترادفة بمعني واحد فکأنّه من إشتباه المفهوم بالمصداق فالذي يثبته البرهان أنّ مصداقها واحد و أمّا المفاهيم فمتغايرة لا تتّحد أصلاً علي أنّ اللغة و العرف يکذّبان الترادف.
الفصل العاشر: في الصفات الفعلية و أنّها زائدة علي الذات
لا ريب أنّ للواجب بالذات صفات فعليّة مضافة إلي غيره کالخالق و الرازق و المعطي والجواد و الغفور و الرحيم إلي غير ذلک و هي کثيرة جدّاً تجمعها صفة القيّوم.
و لمّا کانت مضافةً إلي غيره (تعالي) کانت متوقّفة في تحقّقها إلي تحقّق الغير المضاف إليه وحيث کان کلّ غير مفروض معلولاً للذات المتعالية متأخّراً عنها کانت الصفة المتوقّفة عليه متأخّرةً عن الذات زائدة عليها فهي منتزعة من مقام الفعل منسوبة إلي الذات المتعالية.
