وجوده مسبوقة بقوّة وجوده و هو الحدوث الزمانيّ.
و أمّا الحدوث بمعني کون وجود الزمان مسبوقاً بعدم خارج من وجوده سابق عليه سبقاً لايجامع فيه القبل البعد ففيه فرض تحقق القبليّة الزمانيّة من غير تحقق الزمان. و إلي ذلک يشير ما نقل عن المعلّم الأوّل: «أنّ من قال بحدوث الزمان فقد قال بقدمه من حيث لايشعر».
تنبيه
قد تقدّم في مباحث القوّة و الفعل أنّ لکلّ حرکة شخصيّة زماناً شخصيّاً يخصّها و يقدّرها فمنه الزمان العموميّ الذي يعرض الحرکة العموميّة الجوهريّة التي تتحرک بها مادّة العالم المادّيّ في صورها و منه الأزمنة المتفرقة التي تعرض الحرکات المتفرقة العرضيّة و تقدّرها و أنّ الزمان الذي يقدّر بها العامّة حوادث العالم هو زمان الحرکة اليوميّة الذي يراد بتطبيق الحوادث عليه لاحصول علي نسب بعضها إلي بعض بالتقدّم و التأخّر و الطول و القصر و نحو ذلک.
إذا تذکرت هذا فاعلم أنّ ما ذکرناه من معني الحدوث و القدم الزمانيين يجري في کلّ زمان کيفما کان فلا تغفل.
الفصل السادس: في الحدوث و القدم الذاتّيين
الحدوث الذاتي کون وجود الشيء مسبوقاً بالعدم المتقرر في مرتبة ذاته و القدم الذاتيّ خلافه. قالوا: إنّ کلّ ذي ماهيّة فانّه حادث ذاتاً و احتجّوا عليه بأنّ کلّ ممکن