عالم المثال علي عالم المادّة.
و ملاک التقدّم و التأخّر بالحقيقة اشتراکهما في الثبوت الأعمّ من الحقيقيّ و المجازيّ و للمتقدّم الحقيقة و للمتأخّر المجاز کتقدّم علي الماهيّة بأصالته.
و ملاک التقدّم و التأخر بالحقّ اشتراکهما في الوجود الأعمّ من المستقلّ و الرابط و تقدّم وجود العلة بالاستقلال و تأخّر وجود المعلول بکونه رابطاً.
الفصل الثالث: في المعيّة
و هي استراک أمرين في معني من غير اختلاف بالکمال و النقص اللذين هما التقدّم و التاخّر لکن ليس کلّ أمرين ارتفع عنهما نوع من التقدّم و التأخّر معين في ذلک النوع. فالجواهر المفارقة ليس بينهما تقدّم و تأخّر بالزمان ولا معيّة في الزمان. فالمعان زماناً يجب أن يکونا زمانيين من شأنهما التقدّم و التأخّر الزمانيّان فاذا اشترکا في معني زمانيّ من غير تقدّم و تأخّر فيه فهما المعان فيه.
و بذلک يظهر أنّ تقابل المعيّة مع التقدّم و التأخّر تقابل العدم و الملکة. فالمعيّة اشتراک أمرين في معني من غير اختلاف بالتقدّم و التأخّر و الحال أنّ من شانهما التقدّم و التأخّر في ذلک المعني و التقدّم و التأخّر من الملکات و المعيّة عدميّة .