بعض مرتّباً لها و هوو العقل التفصيليّ.
الثالث أن يعقل معقولات کثيرة عقلاً بالفعل من غير أن يتميّز بعضها من بعض و إنّما هو عقل بسيط إجماليّ فيه کلّ التفاصيل. و مثّلوا له بما إذا سألک سائل عن عدّة من المسائل التي لک بها علم فحضرک الجواب في الوقت و أنت في أوّل لحظة تأخذ في الجواب تعلم بها جميعاً علماً يقينيّاً بالفعل لکن لاتميّز لبعضها من بعض ولا تفصيل. و إنّما يحصل التميّز و التفصيل بالجواب کأنّ ما عندک من بسيط العلم منبع تنبع و تجري منه التفاصيل و يسمّي عقلا إجماليّاً.
و الذي ذکروه من التقسيم إنّما اوردوه تقسيماً للعلم الحصوليّ. و إذ قد عرفت فيما تقدّم أنّ کلّ علم حصوليّ ينتهي إلي علم حضوريّ کان من الواجب ان تتلقّي البحث بحيث ينطبق علي العلم الحضوريّ فلا تغفل و کذا فيما يتلو هذا البحث من مباحث العلم الحصوليّ.
الفصل السادس: في مراتب العقل
ذکروا أنّ مراتب العقل أربع: إحداها العقل الهيولانيّ و هي مرتبة کون النفس خالية عن جميع المعقولات. تسمّي العقل الهيولانيّ لشباهته الهيولي الأولي في خلوّها عن جميع الفعليّات.
و ثانيتها العقل بالملکة و هي مرتبة تعقّلها للبديهيّات من تصوّر او تصديق فانّ العلوم البديهيّة أقدم العلوم لتوقّف العلوم النظريّة عليها.
و ثالثتها العقل بالفعل و هي مرتبة تعقّلها للنظريّات باستنتاجها من البديهيّات.
و رابعتها تعقّلها لجميع ما حصّلته من المعقولات البديهيّة او النظريّة المطابقة