و الاستدلال
كما لا يخفي
(1) . نعم من
نظر و استدل و هتدي إلي الطريق المستقيم امكن له الكشف و الشهود بالاجتهاد في
العبادة و مراحل الإخلاص فلا تغفل .
ثمّ إنه هل
يتحقق الواجب المذكور بتحصيل العلم ولو من التقليد أم لا يكفي إلاّ ما يكون
مستنداً إلي الدليل؟ ذهب العلاّمة (2) و الحكيم
المتأله المولي محمّد مهدي النراقي و غيرهما إلي لزوم كون المعرفة عن دليل فلا
يكفي العلم الحاصل من التقليد (3).
وأورد عليه
المحقق الخوانساري بأن من حصل له العلم من التقليد محكوم بالإسلام و إن عصي في ترك
تحصيل المعرفة من الدليل (4) و ظاهره لزوم كون
التحصيل من الدليل ، لكن لو عصي كفي في كونه محكوماً بالإسلام .
و أنكر الشيخ
الأعظم الأنصاري ـ قدّس سرّه ـ لزوم كونه من الدليل ، بل قال ما حاصله : إن مقصود
المجمعين هو وجوب معرفة الله لا اعتبار أن تكون المعرفة حاصلة عن النظر و
الاستدلال كما هو المصرّح به عن بعض و المحكي عن آخرين باعتبار العلم ولو حصل من
التقليد راجع فرائد الاُصول : ص 169 و 175 . .
فالأقوي كما
ذهب إليه الشيخ ـ قدّس سرّه ـ هو كفاية الجزم ولو حصل من التقليد فلا دليل علي
لزوم الزائد عليه .
ثمّ لا يخفي
أن المخاطب بوجوب تحصيل المعرفة هو الذي لم يعلم بالمبدأ و المعاد و أما الذين
عرفوهما ولو بأدني مرتبة المعرفة كالموحدين و المؤمنين فلا يكونون من المخاطبين
بهذا الوجوب؛ لأن طلب المعرفة منهم تحصيل الحاصل،