ثاني: ماهي القاعدة الثانوية عند التعارض؟
قد وقفت علي ان مقتضي القاعدة الاولية في الخبرين المتعارضين هو التساقط، فلو ثبت شيء علي خلاف تلک القاعدة ناخذ به، والا فهي محکمة. فنقول: ان الخبرين المتعارضين علي صورتين:
أ: الخبران المتکافئان اللذان لا مزية لاحدهما توجب ترجيحه علي الآخر.
ب: الخبران المتعارضان اللذان في احدهما مزية توجب ترجيحه علي الآخر. واليک الکلام في کلا القسمين:
صورة الاولي: الخبران متعارضان متکافئان
اذا ورد خبران متعارضان متکافئان من دون مزية لاحدهما علي الآخرفقد استفاضت الروايات علي التخيير بينهما، فمنها:
1.ما روي الطبرسي في «الاحتجاج» عن الحسن بن الجهم قال: قلت له تجيئنا الاحاديث عنکم مختلفة، فقال:«ماجاءک عنا فقس علي کتاب الله عزوجل و احاديثنا، فان کان يشبههما فهو منا، وان لم يکن يشبههما فليس منا»، قلت: يجيئنا الرجلان وکلاهما ثقة بحديثين مختلفين ولا نعلم ايهما الحق؟ قال: «فاذا لم تعلم فموسع عليک بايهما اخذت». 2.ما رواه الشيخ في «التهذيب»، عن علي بن مهزيار قال: قرات في کتاب