الفصل الثالث: في زيادة توضيح لحدّ الحرکة و ما تتوقّف عليه
قد تقدّم أنّ الحرکة نحو وجود يخرج به الشيء من القوّة إلي الفعل تدريجاً اي بحيث لاتجتمع الأجزاء المفروضة لوجوده. و بعبارة اخري يکون کلّ حدّ من حدود وجوده فعليّة للجزء السابق المفروض و قوّة للجزء اللاحق المفروض فالحرکة خروج الشيء من القوّة إلي الفعل تدرجاً.
و حدّها المعلّم الأوّل بأنّها کمال أوّل لما بالقوّة من حيث إنّه بالقوّة. و توضيحه: أنّ الجسم المتمکّن في مکان مثلاً إذا قصد التمکّن في مکان آخر ترک المکان الأوّل بالشروع في السلوک إلي المکان الثاني حتي يتمکن فيه. فللجسم و هو في المان الأوّل کمالات هو بالنسبة إليهما باقوّة. و هما ابسلوک الذي هو کمال أوّل و التمکّن في المکان الثاني الذي هو کمال ثان. فالحرکة و هي السلوک کمال أوّل للجسم الذي هو بالقوّة بالنسبة إلي الکمالين لکن لا مطلقاً بل من حيث إنّه بالقوّة بالنسبة إلي الکمال الثاني لأنّ السلوک متعلّق الوجود به.
و قد تبيّن بذلک أنّ الحرکة متعلّقة الوجود بامور ستّة: الأول المبدء و هو الذي منه الحرکة. و الثاني المنتهي و هو الذي إليه الحرکة فالحرکة تنتهي من