ذو مراتب مختلفة و کان إذا قسم هذا الوجود الواحد علي قسمين کان في القسم السابق قوّة القسم اللاحق و في القسم اللاحق فعليّة القسم السابق. ثمّ إذا قسم القسم السابق مثلاً علي قسمين کان في سابقهما قوّة اللاحق و في لاحقهما فعليّة السابق. و کلّما أمعن في التقسيم و جزّيء ذلک الوجود الواحد المستمرّ کان الأمر علي هذه الوتيرة فالقوّة و الفعل فيه ممزوجان مختلطان.
فکلّ حدّ من حدود هذا الوجود الواحد المستمر کمال بالنسبة إلي الحدّ السابق و نقص وقوّة بالنسبة إلي الحدّ اللاحق حتي ينتهي إلي کمال لانقص معه اي فعليّة لا قوّة معها کما ابتديء من قوّة لا فعليّة معها. فينطبق عليه حدّ الحرکة و هو أنّها کمال أوّل لما بالقوّة من حيث إنّه بالقوة.
فهذا الوجود الواحد المستمر وجود تدريجيّ سيّال يجري علي المادّة الحاملة للقوّة و المختلفات هي حدود الحرکة و صور المادّة.
هذا کلّه في الجواهر النوعيّة. والکلام في الأعراض نظير ما تقدّم في الجواهر و سيجيء تفصيل الکلام فيها.
فقد تبيّن ممّا تقدّم أنّ قوّة الشيء هي ثبوت مّا له لايترتب عليه بحسبه جميع آثار وجوده الفعليّ و أنّ الوجود ينقسم إلي ما بالفعل و ما بالقوّة و أنّه ينقسم إلي ثابت و سيّال.
و تبيّن أنّ ما لوجوده قوّة فوجوده سيّال تدريجيّ و هناک حرکة و أن و ليس وجوده سيّالاً تدريجيّاً اي کان ثابتاً فليس لوجوده قوّة اي لا مادّة له و أن ماله حرکة فله مادّة و أنّ مالا مادّة له فلا حرکة له و أنّ للأعراض بما أنّ وجوداتها لموضوعاتها حرکة بتبع حرکة موضوعاتها علي ما سيأتي من التفصيل.