الموضع الخامس: التوسط بين الكمالين مع قيام المانع وهو كون الجملتين متناسبتين: وبينهما رابطة قوية لكن يمنع من العطف مانع، وهو عدم التشريك في الحكم، كقوله تعالى:
(وإذا خَلَوْا إلَى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مُستهزئون الله يَسْتهزىءُ بهم)[البقرة: 14، 15]. فجملة «الله يستهزىء بهم» لا يصح عطفها على جملة «إنا معكم» لاقتضائه أنه من مقول المنافقين: والحال أنه من مقوله تعالى دعاء عليهم، ولا على جملة «قالوا» لئلا يُتوهم مشاركته له في التقييد بالظرف وأنَّ استهزاء الله بهم مقيد بحال خُلوهم إلى شياطينهم، والواقع أن استهزاء الله بالمنافقين غيرُ مقيد بحال من الأحوال ولهذا وجب أيضاً الفصل.
تنبيهان
الأول:
لما كانت الحال تجيء جملة، وقد تقترن بالواو، وقد لا تقترن فأشبهت الوصل والفصل، ولهذا يجب وصل الجملة الحالية بما قبلها بالواو إذا خلت من ضمير صاحبها، نحو جاء فؤاد والشمس طالعة(171).
ويجب فصلها في ثلاثة مواضع:
1 ـ إذا كان فعلها ماضياً تالياً «إلا»، أو وقع ذلك الماضي قبل «أو» الّتي للتسوية، نحو:ما تكلّم فؤاد إلا قال خيراً
ـ وكقول الشاعر:
[البسيط]
2 ـ إذا كان فعلهامضارعاً مثبتاً أو منفيّاً بما، أو لا نحو:
(وجاؤوا أباهُم عِشَاءً يَبكون)[يوسف: 16] ونحو:
(وما لنا لا نُؤْمن بالله)[المائدة: 84] ونحو:
[الطويل]