موجود و غايتها معرفة الموجودات على وجه كلّي وتمييزها مما ليس بموجود حقيقي. توضيح ذلك أنّ الإنسان يجد من نفسه أنّ لنفسه حقيقة وواقعية وأنّ هناك حقيقة وواقعية وراء نفسه وأنّ له أن يصيبها فلا يطلب شيئاً من الأشياء ولا يقصده إلاّ من جهة أنّه هو ذلك الشيء في الواقع ولا يهرب من شيء ولا يندفع عنه إلاّ لكونه هو ذلك الشيء في الحقيقة. فالطفل الذي يطلب الضرع مثلا إنّما يطلب ما هو بحسب الواقع لبن لا ما هو بحسب التوهم والحسبان كذلك، والإنسان الذي يهرب من سبع إنّما يهرب بما هو بحسب الحقيقة سبع لا بحسب التوهم والخرافة. لكنّه ربما أخطأ في نظره فرأى ما ليس بحقّ حقّاً واقعاً في الخارج كالبحث والغول أو اعتقد ما هو حقّ واقع في الخارج باطلا خرافياً كالنفس المجرّدة والعقل المجرّد فمست الحاجة بادء بدء إلى معرفة أحوال الموجود بما هو موجود الخاصّة به ليميز بها ما هو موجود في الواقع مما ليس كذلك والعلم الباحث عنها هو الحكمة الإلهية. فالحكمة الإلهية هي العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود و يسمِّ أيضاً الفلسفة الأولى والعلم الأعلى. وموضوعه: الموجود بما
