• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> فلسفه > بدایه الحکمه علامه طباطبایی

الفصل الثاني عشر : في العقول العرضيه

وجه آخر، هو يعقلُ ذاتَه و يعقلُ الواجبَ تعالى، فيتعدَّدُ فيه الجهةُ، و يمكنُ أن يكونَ لذلك مصدراً لأكثرَ من معلول واحد. لكنَّ الجهاتِ الموجودةَ فى عالمِ المثالِ، الذى دونَ عالمِ العقلِ، بالغةٌ مبلغاً لاتَفىبصدورِها الجهاتُ القليلةُ التى فى العقلِ الأوّلِ، فلابُّدَ من صدورِ عقل ثان ثم ثالث و هكذا، حتى تبلغَ جهاتُ الكثرةِ عدداً يَفى بصدورِ العالمِ الذى يتلوه من المثالِ. فتبيَّنَ : أنّ هناك عقولاً طوليّةً كثيرةً، و إن لم يكنْ لنا طريقٌ إلى إحصاءِ عددِها.

الفصل الثانى عشر فى العقول العرضية أثبتَ الاشراقيونَ فى الوجودِ عقولاً عرضيّةً، لاعليّةَ و لا معلوليّةَ بينَها، هى بحذاءِ الأنواعِ الماديةِ التى فى هذا العالمِ المادّىِ، يدبّرُ كلٌّ منها ما يحاذيه من النوعِ; و تسمى «أربابَ الأنواعِ» و «المُثُلَ الأفلاطونيّةَ»، لأنّه كانَ يُصرُّ على القولِ بها; و أنكرَهاالمشّاؤونَ، و نسبُوا التدابيرَ المنسوبةَ إليها إلى آخرِ العقولِ الطوليّةِ، الذى يسمّونَه «العقلَ الفعّالَ». و قد اختلفت أقوالُ المثبتينَ فى حقيقتِها; و أصحُّ الأقوالِ فيها ـ على ما قيل ـ هو أنَّ لكلِّ نوع من هذه الأنواعِ الماديّةِ فرداً مجرّداً فى أوّلِ الوجودِ، واجداً بالفعلِ جميعَ الكمالاتِ الممكنةِ لذاكَ النوعِ، يعتنى بأفرادِهِ الماديّة، فيدبُّرها