• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> فلسفه > بدایه الحکمه علامه طباطبایی

الفصل العاشر : في العقل المفارق و کيفيه حصول الکثره فيه

يضاهى النظامَ المـادّىَّ، و هـو أشرفُ منه، و فى عالمِ العقلِ ما يطابقُهُ، لكنَّهُ موجودٌ بنحو أبسطَوأجملَ، و يطابقُهُ النظامُ الربوبىُّ الموجودُ فى علمِ الواجبِ تعالى.

الفصل العاشر في العقل المفارق و كيفية حصول الكثرة فيه، لو كانت فيه كثرة و ليعلمْ: أنّ الماهيّةَ لا تتكثرُ تكثّراً أفرادياً إلاّ بمقارنِة المادّةِ; و البرهانُ عليه: أنّ الكثرةَ العدديّةَ إمّا أن تكونَ تمام ذاتِ الماهيّةِ، او بعضَ ذاتِها، او خارجةً من ذاتِها إمّا لازمةً او مفارقةً; و الأقسامُ الثلاثةُ الأوّلُ يستحيلُ أن يوجدَ لها فردٌ، إذ كلَّما وُجدَ لها فردٌ كانَ كثيراً، و كلُّ كثير مؤلّفٌ من آحاد، و الواحدُ منها يجبُ أن يكونَ كثيراً، لكونِهِ مصداقاً للماهيّةِ، و هذا الكثيرُ أيضاً مؤلّفٌ من آحاد، فيتسلسلُ، و لا ينتهى إلى واحد، فلا يتحققُ كثيرٌ، هذا خلفٌ; فلا تكونُ الكثرةُ إلا خارجةً مفارقةً، يحتاجُ لحوقُها إلى مادّة قابلة، فكلُّ ماهيّةكثيرةِ الأفرادِ فهى ماديّةٌ، و ينعكسُ عكسَ النقيضِ إلى أنّ كلَّ ماهيّة غيرِ ماديّة، و هى المجرّدةُ وجوداً، لا تتكثرُ تكثراً أفرادياً; و هو المطلوبُ. نعم، تمكنُ الكثرةُ الأفراديّةُ فى العقلِ المفارقِ فيما لو استكملتْ أفرادٌ من نوع مادّى، كالانسانِ، بالحركةِ الجوهريّةِ من مرحلةِ الماديّةِ و الامكانِ إلى مرحلةِ التجرّدِ و الفعليّةِ فتستصحبَ التميّزَ الفردىَّ الذى كانَ لها عندَ كونِها مادّيةً. ثم إنّه، لمّا استحالتِ الكثرةُ الأفراديّةُ فى العقلِ المفارقِ، فلو كانتْ فيه كثرةٌ فهى الكثرةُ النوعيّةُ، بأن توجدَ منه أنواعٌ متباينةٌ كلُّ نوع منها منحصرٌ فى فرد، و يتصوّرُ ذلك على أحدِ وجهَيْنِ: إمـّا طولاً، و إمـّا عرضاً; و الكثـرةُ طولاً، أن يوجدَ هناك عقلٌ ثم عقلٌ إلى عدد معين، كلُّ سابق منها علّةٌ فاعلةٌ للاحقِهِ مباينٌ له نوعاً; و الكثرةُ عرضاً: أن يوجدَ هنـاك أنواعٌ كثيرةٌ متباينـةٌ، ليسَ بعضُها علّةً