الشكر فيه لرجوع النعم كلها إليه و إن قيل للعبد فعل اختياري لأن آلاته و أسبابه التي يقتدر بها على الفعل لا بد أن ينتهي إليه فهو الحقيق بجميع أفراد الشكر و أردف الحمد بالشكر مع أنه لامح له أولا للتنبيه عليه بالخصوصية و لمح تمام الآية استسلاما أي انقيادا لعزته و هي غاية أخرى للشكر كما مر فإن العبد يستعد بكمال الشكر لمعرفة المشكور و هي مستلزمة للانقياد لعزته و الخضوع لعظمته و هو ناظر إلى قوله تعالى و لئن كفرتم إن عذابي لشديد (ابراهيم:7) و لما تشتمل عليه الآية من التخويف المانع من مقابلة نعمة الله بالكفران فقد جمع صدرها و عجزها بين رتبتي الخوف و الرجاء و قدم الرجاء لأنه سوط النفس الناطقة المحرك لها نحو الطماح و الخوف زمامها العاطف بها عن الجماح