• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

خيرُ ما يُخَلِّفُ الرجلَ مِنْ بعدِه ثلاثٌ: ولدٌ صالحٌ يَدْعُو له، وصَدَقَةٌ تَجْري يَبلُغُه أجرُها، وعِلمٌ يُعْمَلُ به مِنْ بعدِه(1).

وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها لطالب العلم رضىً بما يَصْنَعُ»(2).

وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): مَنْ غدا إلى المسجد لا يُريدُ إلاّ لِيَتَعَلَّمَ خيراً أو ليُعَلِّمَه كان له أجرُ مُعْتَمِر تامِّ العُمْرَةِ، ومَنْ راح إلى المسجد لا يُريدُ إلاّ لِيَتَعَلَّمَ خيراً أو ليُعَلِّمَهُ فله أجرُ حاجٍّ تامِّ الحَجَّةِ(3).

وخَرَجَ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا في المسجد مَجْلِسانِ: مَجْلِسٌ يَتَفَقَّهُونَ، ومَجْلِسٌ يَدْعُونَ الله تعالى ويَسْألُونَه، فقال: «كِلا المجْلِسَيْنِ إلى خَيْر، أمَّا هؤلاء فَيَدْعُونَ اللهَ، وأمّا هؤلاء فَيَتَعَلَّمُونَ ويُفَقِّهُونَ الجاهِلَ، هؤلاء أفضلُ، بِالتعليمِ أُرْسِلْتُ».

ثُمَّ قَعَدَ معهم(4).

وعن صَفْوان بنِ عسّال(رضي الله عنه) قال: «أتيتُ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو في المسجد مُتَّكِئٌ على بُرْد له أحْمَرَ، فقلتُ له: يا رسولَ الله إنّي جئتُ أطْلُبُ العلمَ» فقال:

مَرْحَباً بطالب العلم، إنّ طالبَ العلم لَتَحُفُّه الملائكةُ بأجْنِحَتِها، ثُمَّ يَرْكَبُ بعضها بعضاً حتّى يبلُغُوا سَماءَ الدنيا من مَحبَّتِهم لِما يَطْلُبُ(5).

وأسند بعضُ العلماء إلى أبي يحيى زكريّا بن يحيى الساجي أنَّه قال: كُنّا نَمشِي في أزِقَّةِ البصرة إلى باب بعض المحدِّثين، فأسْرَعْنا في المشي، وكان معنا رجلٌ ماجِنٌ فقال: اِرفعوا أرجلكم عن أجْنِحَةِ الملائكةِ، كالمستهزِئ، فما زال عن مكانه حتّى جَفَّتْ رِجْلاه(6).

وأسند أيضاً إلى أبي داود السِّجِسْتاني، أنَّه قال: كان في أصحاب الحديث رجلٌ خَلِيعٌ إلى أنْ سَمِع بحديث النّبِيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها لطالب العلم» فجَعَلَ في رجليه مِسْمارَيْنِ مِنْ حديد، وقال: أُرِيدُ أن أطَأَ أجْنِحَةَ الملائكةَ فأصابَتْه الآكِلَةُ في رجليه(7).

1 . سنن ابن ماجة، ج 1، ص 88، المقدّمة، الباب 20، ح 241.

2 . سنن الدارمي، ج 1، ص 101.

3 . المستدرك على الصحيحين، ج 1، ص 91.

4 . كنز العمّال، ج 10، ص 147، ح 28751، و ج 10، ص 169، ح 28873.

5 . الترغيب والترهيب، ج 1، ص 95.

6 . الرحلة في طلب الحديث، ص 45.

7 . مفتاح دار السعادة، ج 1، ص 68.