• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ثم إنه قد استدل لوجوب طلب المعرفة بأن المعرفة ممّا اقتضتها الفطرة إذ من الفطريات فطرة طلب الحقايق و كشفها .

و يمكن أن يقال: إنّ مجرد كون الشيء فطرياً لا يستلزم الايجاب و الالزام بخلاف الحكم العقلي ، فإنه و إن كان إدراكا لضرورة المعرفة بأحد الوجوه المذكورة إلاّ أن الضرورة المدركة بالدرك العقلي تدعو الإنسان نحو تحصيل المعرفة بحيث لو تخلف عنه لاستحق المذمة. نعم ،‌ يصلح هذا الوجه لتأييد ما ذكر و لنفي ما توهمه الملحدون من انبعاث الفكر الديني عن العوامل الوهمية.

ثم إن وجوب دفع الضرر المحتمل أو وجوب شكر المنعم كما يدلان علي وجوب طلب المعرفة و تحصيلها، كذالك يدلان علي وجوب التصديق بعد المعرفة و التدين به ، اذ بدون التدين و التصديق لا يحصل الايمان و مع عدم حصوله يبقي احتمال الضرر الاُخروي و تضييع حق المولي المنعم إن لم نقل بأنه مستلزم العلم بالضرر الاُخروي و تضييع حقه.

و لذا ذمّ سبحانه و تعالي من أيقن و لم مؤمن بما أيقن به « و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلماً و علواً» النمل : 14 ، كما صرّح به المحقق الخراساني في تعليقته علي فرائد الاُصول (1)

ثم بعد ما عرفت من وجوب المعرفة و التصديق و التدين فاعلم أن النظر و الفحص و التحقيق واجب من باب المقدمة ، إذ الواجبات المذكورة لا تحصل بدون ذلك ، فليس لأحد أن لاينظر إلي نفسه أو إلي الآفاق لتحصيل معرفة الخالق أو أن لايسمع دعوي من يدعي النبوة و الإمامة و لا يتفحص عن معجزته .

ثم لا يخفي عليك ، أن للتحقيق و النظر مراتب مختلفة من الإجمال و التفصيل،

(1) ص : 104 .