• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

[ الفصل الأوّل] [ في فضل العلم من القرآن]

اعلم أنّ الله سبحانَه جَعَلَ العِلمَ هو السَببَ الكلِّيَّ لخلق هذا العالم الْعِلْوِيِّ والسِّفْلِيِّ طُرّاً، وكفى بذلك جلالةً وفَخْراً، قال الله تعالى في مُحكم الكتاب ـ تَذكرةً وتَبصرةً لاُِولي الألباب ـ : ( اللهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنْ الاَْرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً)(1).

وكَفى بهذه الآية دليلاً على شَرَفِ العلمِ، لاسيَّما علمِ التوحيد الذي هو أساسُ كُلِّ علم، ومدارُ كُلِّ معرفة.

وجَعَلَ سبحانَه العلمَ أعلى شَرَف، وأوَّلَ مِنَّة امْتَنَّ بها على ابن آدم بعد خَلْقِهِ وإبرازه من ظُلمةِ الْعَدَمِ إلى ضياء الوجودِ، فقال سبحانه في أوَّلِ سُورَة أنزلها على نَبِيِّهِ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) : ( اقْرَأْ بِسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الاِْنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الاِْنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)(2).

فتأمَّلْ كيف افتتح كتابَه الكريم المجيد ـ الذي ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيد)(3) ـ بنِعمة الإيجاد، ثمّ أرْدَفَها بنِعمة العلم، فلو كان ثَمَّ مِنّةٌ أو تُوْجَدُ نِعْمَةٌ بعد نِعْمَةِ الإيجاد هي أعلى مِن العلم لَما خَصَّه الله تعالى بذلك.

1 . الطلاق (65): 12.

2 . العلق (96): 1 ـ 5.

3 . فصّلت (41): 42.