• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> فلسفه > بدایه الحکمه علامه طباطبایی

يثبت بحسب الظنّ والغفلة عن أنّ كلّ حادث مستقبل إمّا واجب أو ممتنع لانتهائه إلى علل موجبة مفروغ عنها ويسمِّ الإمكان الاستقبالي.

وقد يستعمل الإمكان بمعنيين آخرين: أحدهما: ما يسمّى الإمكان الوقوعي وهو كون الشيء بحيث لا يلزم من فرض وقوعه محال أي ليس ممتنعاً بالذات أو بالغير وهو سلب الامتناع عن الجانب الموافق كما أنّ الإمكان العامّ سلب الضرورة عن الجانب المخالف.

وثانيهما: الإمكان الاستعدادي وهو كما ذكروه نفس الاستعداد ذاتاً وغيره اعتباراً فإنّ تهيّؤ الشيء لأن يصير شيئاً آخر له نسبة إلى الشيء المستعدّ ونسبة إلى الشيء المستعدّ له، فبالاعتبار الأوّل يسمّى استعداداً فيقال مثلا: النطفة لها استعداد أن تصير انساناً وبالاعتبار الثاني يسمّى الإمكان الاستعدادي فيقال: الانسان يمكن أن يوجد في النطفة. والفرق بينه وبين الإمكان الذاتي أنّ الإمكان الذاتي كما سيجيء اعتبار تحليلي عقلي يلحق الماهية المأخوذة من حيث هي والإمكان الاستعدادي صفة وجودية تلحق الماهية الموجودة فالإمكان الذاتي يلحق الماهية الانسانية المأخوذة من حيث هي والإمكان الاستعدادي يلحق النطفة الواقعة في مجرى تكوّن الانسان. ولذا كان الإمكان الاستعدادي قابلا للشدّة والضعف فإمكان تحقّق الانسانية في العقلة أقوى منه في النطفة بخلاف الإمكان الذاتي فلا شدّة ولا ضعف فيه. ولذا أيضاً كان الإمكان الاستعدادي يقبل الزوال عن الممكن فإنّ الاستعداد يزول بعد تحقّق المستعدّ له بالفعل بخلاف الإمكان الذاتي فإنّه لازم الماهية، هو معها حيث تحقّقت.