وإليه يذهب المعتزلة
بأسرها إلاّ ضراراً منها و أتباعه، و هو قول كثير من المرجئة
(1) الذين
يعتقدون بأن مع الايمان لا تضر المعصية، و سمّوا بالمرجئة لاعتقادهم بأن الله أرجي
تعذبهم إي اخّره عنهم و بعّده أو لاعتقادهم بأن أهل القبلة كلهم مؤمنون بإقرارهم
الظاهر بالايمان، مع رجاء المغفرة لجميعهم (راجع كتاب مولي علي الرازي ص45 المطبوع
في أواخر كتاب منتهي المقال و كتاب فرق الشيعة، ص27 طبع النجف). ، و جماعة من
الزيدية و المحكمة
(2)، و نفر من أصحاب الحديث، و
خالف فيه جمهور العامة و بقايا ممن عددناه، و زعموا أن الله تعالي خلق أكثر خلقه
لمعصيته وخص بعض عباده بعبادته، و لم يعمهم بنعمه، و كلف أكثرهم ما لايطيقون من
طاعته و خلق أفعال جميع بريته و عذب العصاة علي ما فعله فيهم من معصيته، و أمر بما
لم يرد و نهي عما أراد و قضي بظلم العباد و أحب الفساد و كره من أكثر عباده
الرشاد، تعالي عما يقول الظالمون علواً كبيراً
(3).
ب:
قال المحقق نصير الدين
الطوسي ـ قدّس سرّه ـ في قواعد العقائد، في مقام تبيين ما ذهب إليه العدلية من
الحسن و القبح العقليين: «فصل ـ الأفعال تنقسم إلي حسن و قبيح، و للحسن و القبح
معان مختلفة: فمنها أن يوصف الفعل الملايم أو الشيء الملايم بالحسن و غير الملايم
بالقبح، و منها أن يوصف الفعل أو الشيء الكامل بالحسن و الناقص بالقبيح، و ليس
المراد هنا هذين المعنيين.
بل المراد
بالحسن في الأفعال ما لا يستحق فاعله بسببه ذماً أو عقاباً، و بالقبح ما يستحقهما
بسببه.
و عند أهل
السنة ليس شيء من الأفعال عند العقل بحسن ولا بقبيح، و إنما يكون حسناً أو قبيحاً
بحكم الشرع فقط. و عند المعتزلة أن بديهة العقل تحكم