• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الست، و ما لا يخلو عن الجهات الست، ذو أبعاد و مركب، و إن لم يكن تجزئتها بالآلات و الأدوات المتعارفة، و تسميتها بالجزء البسيط الذي لا يتجزأ، أو الجوهر الفرد، مسامحة في الحقيقة و لعلها باعتبار الأدوات الميسورة. فالمادة أيّما صغرت لا تخلو عن التركيب مطلقاً، ومن المعلوم أن كل مركب محتاج إلي أجزائه و إلي مؤلف تلك الأجزاء، والواجب غني عن كل حاجة.

علي أن كل جزء من أجزاء المركب مقدم عليه في الوجود، إذ المركب يتوقف علي أجزائه في الوجود توقف الكل عليها، فالمركب يوجد بعد وجود أجزائهوليس له قبل وجود تلك الأجزاء وجود، مع أن الواجب تعالي ليس بمركب و لا مسبوق بالعدم، كما أنه ليس بمحدود. وبالجملة أوصاف المادة تتغاير مع أوصاف الواجب فلا تليق بأن واجب الوجود.

و رابعاً: بأن المادة بأن المادة إذا كانت استعداد اً لقبول التطورات  و ليست بفعليات، فسبب صيرورة القوة إلي الفعلية: إما عدم ـ وهو كما تري ـ إذ العدم الذي هو لا  شيء لا يصلح للتأثير. و إما هو نفسها، و هو أيضاً فاسد؛ لأنها في حال كونها قوة فاقدة الفعليات، إذ يستحيل أن تجتمع قوة الأشياء مع فعليتها في حال واحد، فانحصر الأمر إلي أن السبب هو غير المادة و هو الله تعالي.

و خامساً: أن ملاك الحاجة إلي العلة موجود في المادة أيضاً، فإنها ممكنة الزوال، إذ لا يلزم من فرض عدمها محال، و كل ما لايلزم من فرض عدمه محال فهو ممكن الزوال، و من المعلوم أن الشيء الذي يمكن زواله ليس بواجب، بل هو ممكن من الممكنات التي تحتاج في وجودها إلي الواجب تعالي.

« ذالكم الله ربكم لا إله إلاّ هو خالق كل شيء فاعبدوه و هو علي كل شيء وكيل» (1).

1) الانعام: 102.