• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الشرك الأكبر، مستدلاً بأن العبادة تتحقق بالتعظيم و الخضوع و المحبة (1) فحضور الزائر عند القبور أو إقامة المأتم أو التوسل أو الاستشفاع بهم تعظيم لغيره تعالي و هو شرك في العبادة، و فيه منع واضح؛ لأن العبادة المصطلحة التي عبر عنها في اللغة العربية بالتأله و في اللغة الفارسية ب«پرستش» لا تتحقق بمطلق التعظيم و الخضوع و المحبة، و لذا لا يكون التعظيم و الخضوع للنبي الأكرم ـ صلي الله عليه و آله ـ أو أوصيائه المكرمين ـ عليهم الصلاة و السلام ـ في زمان حياتهم عبادة، بل لا تكون تلك الاُمور بالنسبة إلي غيرهم كالأب و الاُم و المعلم ممن يلزم تعظيمهم عبادة، إذ العبادة هي التعظيم و الخضوع في مقابل الغير بعنوان أنه رب يستحق العبادة، والزائر و مقيم المأتم و هكذا المتوسل بالنبيّ أو الأئمة و المستشفع بهم لا ينوي ذلك أبداً، بل يعتقد أن مثل النبيّ و الأئمة ـ عليهم الصلاة‌ والسلام ـ مخلوقون مربوبون و الأمر بيد الله تعالي، و إنما زارهم لمجرد التعظيم و التبرك و التوسل اقتفاء بأئمة الدين و الأصحاب و التابعين.

قال في كشف الارتياب: «ليس المراد من العبادة التي لا تصلح لغير الله و توجب الشرك و الكفر أذا وقعت لغيره مطلق التعظيم و الخضوع ... بل عبادة خاصة لم يصدرشيء منها من أحد من المسلمين» (2) . و هذا هو الفارق بين التوسل و الاستشفاع بالرسول و الأئمة ـ عليهم السلام ـ و بين عبادة المشركين لأصنامهم، فإنهم يعبدونها عبادة لا تليق إلاّ للرب تعالي، بخلاف من توسل إليهم واستشفع بهم فإنه تبرك بهم و جعلهم وسيلة للتقرب لما عرف من أنهم من المقربين عنده تعالي، و أين هذا من عبادة المشركين، و التفصيل يطلب من محله (3).

1) كما حكاه في كتاب فتح المجيد عن القرطي و ابن القيم راجع: ص17 وص32.
2)كشف الارتياب: ص167، للسيد محسن الامين
3) كشف الارتياب: ص168.