• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

يتنافي مع كونه صرف الكمال كما مر مرات عديدة، هذا مضافاً إلي أن ملاحظة النظام و تناسب كل واحد منه مع آخر و ترتب الغايات الراجحة علي وجودها، توجب العلم القطعي بأن الله تعالي لم يخلقها إلاّ‌ لترجيح وجودها علي عدمها، لترتيب الغايات الراجحة عليها، بحيث لولاها لما أوجدها (1) فهو تعالي قادر لا عاجز، و مختار في فعله و ليس بموجب.

ثم إن أرادة و الإختيار بالمعني المذكور لا تنافي مادل من الاخبار علي أن إرادته تعالي إيجاده و إحداثه؛ لأن النفي في تلك الأخبار إضافي لا حقيقي و إنما النظر فيها إلي العامة الذين يقولون بامكان الإرادة فيه تعالي مع مافيها من التأمل و التروي و حدوث الجزم و القصد و من المعلوم أن الإرادة مع هذه المقرونات محال بالنسبة إليه تعالي؛ لأنه عالم بجميع الاُمور و لا يحتاج الي التأمل و التروي ولا يكون معرضاً للعوارض و الطوارئ ؛ و لذا نفت الأخبار المذكورة هذه الإرادة المقرونة ولا نظر لها إلي نفي الإرادة الخالية عن هذه الامور، فلا مانع من إثبات الإرادة المجردة عن الشوائب المذكورة للذات المتعال و من المعلوم أن الإرادة و الاختيار الخالية عن المقرونات المذكورة من المعاني المدرجة في حقيقة قدرتة تعالي فافهم واغتنم.

ثم إنه قد يستعمل الاختيار في مقابل الإكراه و الإضطرار، ولا إشكال ولا كلام في صدق المختار بهذا المعني علي الله تعالي؛ لإستحالة إنفعاله من غيره، فإن الإنفعال عين العجز، و هو ينافي كونه صرف الكمال و غنياً مطلقاً كما لا يخفي.

ثم إن قدرته تعالي عامة ولا إختصاص لها بشيء، فإن الاختصاص أثر المحدودية، و هو تعالي محيط علي كل شيء، ولا موجب بعد إحاطته و كماله

1) گوهر مراد: ص 180 .