• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الشيء يستحيل أن يكون فاقداً له كما لا يخفي.

هذا مضافاً إلي أن مشاهدة آثاره و تدبيره في النظام، و الاختلاف المشاهد في هبة الولد أو المال و نحوهما لفرد دون فرد مع أنهما متعاكسان في القابلية و الاستعداد و هكذا في طول العمر و الامكانيات و غير ذلك من الاُمور يحكي عن كون أزمة الاُمور طراً بيده قدرته و أنه يفعل ما يشاء.

ثم إن تقريب أزلية القدرة كالتقريب الماضي في أزلية العلم فلا نعيد.

ثم إن مقتضي اشتمال القدرة علي العلم و الشعور بما في الفعل أو الترك، و مبدئيتهما هو عدم انفكاك القدرة عن الاختيار، إذ ترجيح أحد الطرفين من الفعل أو الترك لا يمكن بدون الاختيار و الإرادة، و لذلك نبحث عن الاختيار و الإرادة فيما يلي:

وأما الاختيار فهو بمعني الترجيح في أحد الطرفين من الفعل أو الترك و إرادته مع العلم بما فيها و هو في أفعالنا موقوف علي التأمل حول الفعل أو الترك، حتي يحصل العلم بوجود المصلحة و إرتفاع المفسدة فيه، و ربما يحتاج إلي مضي زمان و مدة، كما إذا كان التأمل نظرياً، فالاختيار ربما يتأخر في مثلنا عن القدرة، ولكن فيه تعالي حيث كان العلم بوجود المصلحة و إرتفاع المفسدة حاصلاً و مقارناً مع قدرته من دون حاجة إلي روية‌ أو تأمل، فلا يتأخر عن القدرة بحسب الزمان. نعم لو كان الراجح أمراً زمانياً مختصاً بزمان خاص، لا يتحقق الراجح إلاّ في ظرف زمانه؛ لأنه راجح فيه دون غيره، ولكن اختياره و إرادته تعالي إياه من الأزل، و ليس بحادث.

و كيف كان فالدليل عليه واضح مما مر، حيث إن فقدان الاختيار بالمعني المذكور يرجع إلي صدور الفعل أو الترك عنه بلا دخل له تعالي فيه، كالقوي الطبيعية، بل ينتهي إلي سلب صدق القدرة عليه؛ لأن القوي الطبيعية العاملة العادمة للشعور و العلم الموثر، لا تسمي قادرة. ففقدان الاختيار نقص و هو