• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الشيء للشيء ، و ليس سببه إلاّ حضور الشيء للشيء ،فكل فعل و معلول لكونه حاضراً عند علته فهو مكشوف و معلوم له، و هذا العلم الفعلي يتجدد بتجدد الفعل، بخلاف علمه في مرتبة الذات، فإنه عين ذاته ولا تجدد فيه أصلاً.

و مما ذكر ينقدح فساد ما يتوهم من استحالة علمه بالجزئيات الزمانية بدعوي أن العلم يجب تغيره عند تغير المعلوم، و إلاّ لانتفت المطابقة، لكن الجزئيات الزمانية متغيرة فلو كانت معلومة الله تعالي لزم تغير علمه تعالي، و التغير في علم الله تعالي محال (1) .

وذلك؛ لما عرفت من أن الله تعالي علمين، أحدهما: الذاتي، و هو لا يتغير بتغير المتغيرات فإنه في الأزل كمان عالماً‌ بكل متغير أنه حدث في زمان خاص بكيفية خاصة ولا يتخلف شيء عن هذا العلم، و يقع كما هو معلوم عند ربه ولا يحصل تغير في علمه أصلاً و علمه في الأزل بوجود المعلول في زمان خاص لايوجب كونه موجوداً في الأزل بوجوده الخاص به، و إلاّ لزم الخلف في علمه، فكل شيء واقع كما علم فلا تغير في العلم، بل التغير و الحدوث في المتغير، و الحادث و العلم بالمتغير ليس بمتغير، إذ حكم ذات المعلوم لا يسري إلي العلم، كما أن العلم بالحركة ليس بحركة، والعلم بالعدم أو الإمكان ليس عدماً ولا إمكاناً، و العلم بالمتكثر.

وثانيهما : هو العلم في مرحلة الفعل و هو عين الفعل؛ لأن المراد من العلم الفعلي هو حضور الفعل بنفسه عندالله تعالي، كما أن الصور المعقولة و الذهنية حاضرة عندنا بنفسها و علمنا به عينها، فالتغير في هذا العلم لابأس به؛ لأنه يرجع إلي تغير في ناحية الفعل لا في ناحية الذات، و المحال هو الثاني كما لا يخفي.

1) شرح التجريد الطبعة الحديثة: ص 287 نقل ذلك عن المتوهم.