إن الصفات
علي قسمين : ثبوتية و سلبية .
أما
الثبوتية :
فهي أيضاً علي قسمين : صفات الذات : و هي التي يكفي في انتزاعها ملاحظة الذات
فحسب. و صفات الفعل : و هي التي يتوقف انتزاعها علي ملاحظة الغير ، و إذا لا موجود
غيره تعالي إلاّ فعله فالصفات الفعلية ، هي المنتزعة من مقام الفعل : فمن الأول
حياته تعالي و علمه بنفسه ، و من الثاني الخلق و الرزق و الغفران و الإحياء و
نحوها .
و ربما قيل
في الفرق بين الصفات الذاتية و الصفات الفعلية : إن كلّ صفة لا يجوز اجتماعها مع
نقيضها ولو بالاعتبارين فيه تعالي فهي ذاتية و كلّ صفة يجوز اجتماعها مع نقيضها
فهي فعلية كالغافر فإنه تعالي غافر بالنسبة إلي المؤمنين ولا يكون كذلك بالنسبة
إلي المشركين . ثم إن الصفات الثبوتية الذاتية تكون من الصفات الكمالية ؛ لأنها
كمال للذات ، دون الصفات الفعلية فإنها متأخرة عن رتبة الذات ، فلا تصلح لأن تكون
كمالاً له نعم هي ناشئة عن كمال ذاته تعالي كما لا يخفي .
وكيف كان فقد
ذكر المتكلمون أنه تعالي عالم، قادر، مختار، حي، مريد ، مدرك ، سميع ، بصير ، قديم
، أزلي ، باق ، أبدي ، متكلم و صادق . ولكن من المعلوم أن الصفات الثبوتية لا
تنحصر في ذلك ، بل تزيد عن ألف و ألف ... كما يدل عليها الكتاب و السنة و الأدعية
المأثورة كالخالق و الرب .
و الدليل الإجمالي
علي إتصافه باالصفات الكمالية أنه كمال مطلق و صرف الوجود و كل الوجود ، و الكمال
المطلق و صرف لا يمكن أن يسلب عنه كمال وجودي قط و إلاّ لزم الخلف في اطلاق
الكمال و صرفيته.
و أما
الصفات السلبية :
فهي كل صفة لا تليق بجنابه تعالي و لا تنحصر فيما ذكر في علم الكلام و الفلسفةمن
أنه تعالي ليس بمحدود ولا بمركب و ليس بجسم ولا بمرئي ولا جوهر ولا عرض ولا يكون
في جهة ولا يكون متقيداً بحد