عليها ومن
الواضح ان النظم و التناسب بالمعني المذكورأمر يراه كل ذي لب في اجزاء العالم أو
الأشياء بعضها مع بعض، يكفيك ما تراه في بدنك من القلب و السمع و البصر و جهاز
الهاضمه و جهاز التناسل و التوالد و العروق و العظام، و ما تحسه من القوي المودعة
في نفسك من الإحساس و التحفظ و التعقل ، و غير ذلك من الاُمور العظيمة الفخيمة
التي لا تنقضي عجائبها و لا ينال الإنسان بعظمتها و أهميتها ، إلاّ أذا فقدها.
ثم إن النظم
و التناسب لاسيما إذا كان متعدداًو مستمراً لا يصدر إلاّ من ذي شعور عالم حكيم ،
و لذا يطمئن الإنسان بوجود البناء إذا رأي داراً مجهزة بالأجهزة اللازمة ، و هكذا
بوجود الصانع إذا رأي سيارة مجهزة بالاجهزة اللازمة ، ولا يصغي بإحتمال الصدفه ؛
لضعقه إلي حد يعجز عن حسابه الإنسان بحساب الاحتمالات، بل الفعل لامتقن المنظم
المتناسب المكرر المستمر لا يسانخ الصدفة الفائدة للشعور، كما لا يخفي.
سأل زنديق من
الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ مالدليل علي صانع العالم ؟ فقال أبوعبدالله ـ
عليه السلام
ـ : وجود الأفاعيل التي دلت علي أن صانعها صنعها ألاتري أنك إذا نظرت إلي بناء مشيد
مبني علمت أن له بانياً وإن كنت لم تر الباني و لم تشاهده (1) .
فإذاعرفت ذلك
ظهر لك أن للنظم والتناسب المشاهد في أجزاءالعالم ناظماًشاعراًوعالماًو
حكيماصمطلقاً وهو الله تعالي ؛لأن الحكمة في الخلق كثيرةعظيمةلا تسانخ إلاّ للواجب
« إنّفي خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما
ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها و بثّ فيها
من كل دابة و تصريف الرياح