و دعا بأن
يصرف الله تعالي عنه الحر و البرد، فكان لباسه في الصيف و الشتاء واحداً، وانشق له
القمر، و دعا الشجرة فأجابته و جاءته تخذ الأَرض من غير جاذب ولا دافع، ثم رجعت
إلي مكانها، و كان يخطب عند الجذع فاتخذ له منبراً فانتقل إليه فحن الجذع إليه
حنين الناقة إلي ولدها فالتزمه فسكن.
و أخبر
بالغيوب في مواضع كثيرة، كما أخبر بقتل الحسين ـ عليه السلام ـ و موضع الفتك به
(1) فقتل في ذلك
الموضع، و أخبر بقتل ثابت بن قيس بن الشماس فقتل بعده ـ عليه السلام ـ و أخبر بفتح
مصر و أوصاهم بالقبط خيراً فإن لهم ذمة و رحماً، و أخبرهم بادعاء مسيلمة النبوة
باليمامة، وادعاء العنسي (2) النبوة بصنعاء، و أنها
سيقتلان، فقتل فيروز الديلمي العنسي قرب وفاة النبي ـ صلّي الله عليه و آله ـ و
قتل خالد بن الوليد مسيلمة.
و أخبر علياً
ـ عليه السلام ـ بخبر ذي الثدية و سيأتي، و دعا علي عتبة بن أبي لهب لما تلا ـ
عليه السلام ـ «والنجم» فقال عتبة: كفرت برب النجم، بتسليط كلب الله عليه، فخرج
عتبة إلي الشام فخرج الأسد، فارتعدت فرائصه فقال له أصحابه: من أي شيء ترتعد؟
فقال: إن محمّداً دعا علي فوالله ما أظلت السماء علي ذي لهجة أصدق من محمّد، فأحاط
القوم بأنفسهم و متاعهم عليه، فجاء الأسد فلحس رؤوسهم واحداً واحداً (3) حتي انتهي إليه، فضغمه ضعمة (4)، ففزع
منه و مات، و أخبر بموت النجاشي، و قتل زيد بن حارثة بمؤتة، فأخبر ـ عليه السلام ـ
بقتله في المدينة و أن جعفراً أخذ الراية، ثم قال: قتل جعفر،