• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

له الحلاوة، و إن عليه لطلاوة (حسن و بهجة) وإن أسفله لمغدق (من اغدق: اتسبع و كثر فيه الخير) و إن أعلاه لمثمر، و إنه ليعلو ولا يعلي عليه، و ما يقول هذا بشر. و لعله لذاك أيضاً لما سمع كلام النبي ـ صلّي الله عليه و آله و سلّم ـ الوليد بن المغيرة، وقرأ عليه القرآن رق فجاءه أبوجهل منكراً عليه، قال: والله ما منكم أحد أعلم بالإشعار مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا (1).

وبالجملة كل هذا ونظائره مما يشهد علي أن نفس القرآن، كلام يعجز عن اتيانه البشر و الجن. هذا مضافاً إلي ما في «البيان» من أنه لو كان إعجاز القرآن بالصرفة، لوجد في كلام العرب السابقين مثله، قبل أن يتحدي النبي البشر و يطالبهم بالاتيان بمثل القرآن، ولو وجد ذلك لنقل و تواتر، لتكثر الدواعي إلي نقله، و إذ لم يوجد و لم ينقل كشف ذلك عن كون القرآن بنفسه اعجازاً إلهياً و خارجاً عن طاقة البشر (2). هذا بحسب الشواهد التاريخية الدلالة علي أن إعجاز القرآن من جهة محتواه لا من جهة المنع و الصرف الخارجي.

و زاد عليه العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ بما في تفسيره من أن هذا قول فاسد، لا ينطبق علي ما تدل عليه آيات التحدي بظاهرها، كقوله تعالي: «قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما اُنزل بعلم الله» (3) فإن الجملة الأخيرة ظاهرة في أن الاستدلال بالتحدي إنما هو علي كون القرآن نازلاً، لا كلاماً تقوّله رسول الله ـ صلّي الله عليه و آله ـ و أن نزوله إنما هو بعلم الله، لا بإنزال الشياطين كما قال تعالي: «أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين» (4) و قوله «وما تنزلت به الشيطان و ما ينبغي لهم وما يستطيعون *

1) راجع تفسير البيان في تفسير القرآن: 42 نقلاًعن تفسير الطبري و تفسير القرطبي
2) البيان في تفسير القرآن: 61.
3) هود: 13 ـ 14.
4) الطور: 33 ـ 34.