• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و مما ذكر يظهر أن نفس القرآن بفصاحته و بلاغته و محتواه معجزة  بعبارة اُخري، إعجازه داخلي بمعني أنه علي كيفية يعجز عنه الآخرون من الجن و الإنس، و عليه فما نقل عن النظام و السيد المرتضي، واحتمله المحقق الطوسي ـ قدّس سرّه ـ في متن تجريد الاعتقاد، والعلاّمة الحلي في شرحه من الصرفة بمعني أن الله تعالي صرف العرب و منعهم عن المعارضة، وإلاّ فالعرب كانوا قادرين علي الألفاظ المفردة و علي التركيب، و إنما منعوا عن الاتيان بمثله تعجيزاً لهم عما كانوا قادرين عليه، في غاية الضعف، فإن كثيراً ممن تصدوا لمارضة القرآن ولم يستطيعوا، اعترفوا بأن القرآن في درجة، عجز عن مثله البشر، فإن لم يكن القرآن معجزاً بنفسه، لزم أن يعترف العاجز بمجرد العجز عن الاتيان بمثله، و قد روي قاضي عياض في إعجاز القرآن أنه ذكر أبوعبيد أن اعرابياً سمع رجلاً يقرأ «فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين» (1) فسجد، وقال: سجدت لفصاحته، وحكي الاصمعي أنه سمع كلام جارية، فقال لها: قاتلك الله ما أفصحك! فقالت: أو يعد هذا فصاحة بعد قول الله تعالي: «وأوحينا إلي اُم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين» (2) فجمع في آية واحدة بين أمرين و نهيين و خبرين و بشارتين.

وسمع آخر رجلاً يقرأ «فلما استيئسوا منه خلصوا نجياً» (3) فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر علي مثل هذا الكلام، ولذلك أيضاً لما سمع الوليد بن المغيرة من النبي ـ صلّي الله عليه و آله ـ «إن الله يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون» (4) قال: و الله إن

1) الحجر: 94.
2) القصص: 7.
3) يوسف :80.
4) النحل: 90.