• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

سعادة الإسلام الذي يجبُّ ما قبله، وانظر إلي سورة النصر و إنبائها بغيب النصر و الفتح، كما ظهر مصداقه بعد ذلك ـ إلي أن قال ـ: و أين أنت عن جامعيته و استقامته في جميع ذلك من دون أن تعترضه زلة اختلاف أو عثرة خطأ أو كبوة تناقض، فإن في ذلك أعظم اعجاز يعرفه الفيلسوف والاجتماعي والسياسي المدني. «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (1).

فهل يكون كل ذلك من إنسان لم يقرأ ولم يكتب ولم يتربَّ في البلاد الراقية، و إنما كان بدوياً من البلاد المنحطة في كل أدب، المدرسة الابتدائية في موطنه إنما هي بساطة أعراب البادية و خلوهم عن المعارف، والمدرسة الكلية تنظم تعاليمها من الوثنية الأهوائية و خشونة الوحشية و الجبروت الاستبدادي و العدوان و عوائد الضلال و الجور، و الشرائع القاسية، و لئن سمعت الاحتجاج بإعجاز القرآن في فصاحته و بلاغته، فإنما هو لأجل عموم هذا الإعجاز و أنه هو الذي يذعن به العرب الذين ابتدأهم الدعوة، و تناله معرفتهم حسب ما عندهم من الأدب، الراقين فيه، فتقوم الحجة عليهم و علي غيرهم و تبقي سائر وجوه الإعجاز للفيلسوف و الاجتماعي و السياسي المدني يأخذ منها كل منهم بمقدار حظه من الرقي» (2). و عليه فكان الأولي هو أن يشير المصنف إلي هذه النكتة، فإنه لا ريب ولا إشكال في كون اتيان القرآن ممن لم يتعلم ولم يكتب ولم يقرأ في مدرسة من المدارس، إعجازاً ظاهراً بيناً، كما أشيرإليه في قوله عزّوجلّ: «فقد لبثت فيكم عمراً من قبله افلا تعقلون» (3) و قوله تعالي: «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون» (4).

1) النساء: 84.
2) أنوارالهدي: ص133 ـ 135.
3) يونس: 16.
4) العنكبوت: 48.