• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الإنس و الجن علي يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً» (1).

لا يقال: إن التحدي بالنسبة إلي العرب بالمباشرة و بالنسبة إلي غيرهم بالتسبيب، فالآية لا تنافي انحصار وجوه الإعجاز في الفصاحة و البلاغة؛ لأنا نقول: إن ظاهر الآية هو التحدي بالنسبة إلي جميع أفراد البشر و الجن علي نحو واحد؛ لأن الخطاب فيها علي نحو القضية الحقيقة فيشمل الحاضرين والغائبين، بل المعدومين في ظرف وجودهم من دون فرق بينهم، فالتفصيل بين الأفراد بالمباشرة و التسبيب خلاف الظاهر.

هذا مضافاً إلي شهادة العيان بعجز البشر عن الاتيان بمثله في جميع الجهات، من الفصاحة و البلاغة والمعارف الحقيقية والأخلاق الفاضلة والأحكام التشريعية و الأخبار المغيبة وأسرار الخلقة و غير ذلك، واعترف بذلك أهل الإنصاف من فحول العلوم، و إليه أشار العلامة آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي ـ قدّس سرّه ـ حيث قال: «إن إعجاز القرآن لم يكن بمجرد الفصاحة والبلاغة، و إن كفي ذلك في الإعجاز و الحجة علي دعوي الرسالة علي أتم الوجوه في المعجز و أعمها، فأين أنت عن عرفانه العظيم الذي هو لباب المعقول وصفوة الحكمة، و أين أنت عن أخلاقه التي هي روح الحياة الأدبية و الاجتماعية، و أين أنت عن قوانينه الفاضلة و شرائعه العادلة، و محلها من العدل و المدينة، و أين أنت عن إنبائه بالغيب التي ظهر مصداقها في المستقبل و هلم النظر إلي أقصر سور القرآن و ما عرفناه من عجائبها الباهرة انظر إلي سورة التوحيد و أنوار عرفانها الحقيقي في ذلك العصر المظلم، وانظر إلي سورة تبت و إنبائها بهلكة أبي لهب و امرأته بدخول النار، وظهور مصداق ذلك بموتها علي الكفر، و حرمانهما من

1) الاسراء: 90.