• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و أما أن النبي ـ صلّي الله عليه و آله ـ سيد المرسلين و أفضلهم علي الاطلاق فيكفيه رسالته العامة الدائمة إلي يوم القيامة، فإنها لم تكن لأحد من الأنبياء، و هكذا القرآن النازل إليه، فإنه لم يشبهه كتاب من الكتب النازلة، و صحيفة من الصحف النازلة، و من المعلوم أن الأمرين المذكورين يدلان علي عظمة النبي و شأنيته لتلك الرسالة العظمي، و لمعرفة القرآن الكريم الذي لا نهاية له، كما ورد: «إنما يعرف القرآن من خوطب به» فهو عارف بحقائق لم يعرفها الأنبياء سابقاً، و مرسل إلي اُمة لا سابقة له في الماضين. هذا مضافاً إلي تخلقه بالأخلاق الفاضلة و الآداب و السنن، و قد أشار المصنف بقوله: «و إنه لعلي خلق عظيم» إلي الآية الشريفة: «و إنك لعلي خلق عظيم» (1) الدالة علي تخلقه بالخلق العظيم، وقد أورد العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ في المجلد السادس من تفسير الميزان جملة من روايات سننه، التي فيها مجامع أخلاقة التي تلوح إلي أدبه الإلهي الجميل، مع كونها مؤيدة بالآيات الشريفة القرآنية، و هذه الروايات الدالة علي أخلاقه و سننه و آدابه تقرب مائة و ثمانين (2) فراجعه و غيره من الجوامع، و كيف كان يكفي في عظمة أخلاقه توصيف الله اياه بأنه عظيم، مع أنه لم يوصف نبي بأن خلقه عظيم.

و هكذا الروايات الدالة علي أن النبي ـ صلّي الله عليه و آله ـ سيد المرسلين و افضلهم كثيرة. منها ما روي في عيون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ من المأمون، سأل علي بن موسي الرضا ـ عليه السلام ـ أن يكتب له محض الإسلام علي الايجاز  الاختصار. فكتب ـ عليه السلام ـ له: «و من جملة، وأن محمداً عبده و رسوله و أمينه وصفيه و صفوته من خلقه، و سيد المرسلين و خاتم النبيين، و أفضل العالمين، لانبي بعده، ولا تبديل لملته، ولا تغيير لشريعته و أن جميع ما جاء به

1) القلم: 4.
2) الميزان: ج6، ص321 ـ 357.