• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

صرح المحقق الطوسي ـ رحمه الله ـ في ضمن كلامه بوجوب تنزه النبي عن كل ما ينفر عنه (1) و صرح العلاّمة ـ قدّس سرّه ـ في الباب الحادي عشر بأنه يجب أن يكون منزهاً عن دناءة الآباء و عهر الاُمهات و عن الرذائل الخلقية و العيوب الخلقية، لما في ذلك من النقص، فيسقط محله من القلوب و المطلوب خلافه (2).

و قال الشيخ الطوسي ـ قدّس سرّه ـ: «و دليل التنفير الذي اعتمدناه ينفي عنهم جميع القبائح في حال النبوة و قبلها، و كبائر الذنوب و صغائرها؛ لأن النفوس إلي من لا يعهد منه قط في حال من الأحوال قبيح لا صغير ولا كبير، أسكن و أميل ممن كان بخلاف ذلك، فوجب بذلك نفي الجميع عنهم في كل حال (3) و عليه فلا وجه لاقتصار المصنف ـ رحمه الله ـ في المذكورات، بل كان عليه أن يذكر تنزه النبي عن الأمراض المنفرة و العيوب الخلقية (بكسر الخاء)، و كل ما ينفر عنه، ولو كان هو السهو و النسيان في اُموره الشخصية، لعمومية الدليل. هذا مضافاً إلي أن ذكر الأمانة و الصدق لا يناسب المقام، لأن عدم الأمانة خيانة و عدم الصدق كذب، و هما من المعاصي التي قد فرغنا عن عصمتهم فيها، فلا وجه لتكرارهما هنا عند ذكر اتصافهم بالكمالات و تنزههم عن المنقصات الخلقية و الخلقية.

اللهم الاّ أن يقال: إن المصنف لم يذكر سابقاً إلاّ العصمة عن الذنوب و عن الخطأ و النسيان بعد البعثة فذكر العصمة عن الخيانة و الكذب قبل البعثة لا يكون تكراراً، ولكن عليه أن لا يقتصر عليها، بل يذكر جميع المعاصي و الذنوب. هذا مضافاً إلي أن الظاهر ذكر عنوان عقيدتنا في صفات النبي هو الفراغ عن بحث العصمة فلا تغفل.

1) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: ص349 الطبعة الحديثة في قم المشرفة.
2) شرح الباب الحادي عشر: ص39 الطبعة الحديثة في طهران.
3) كتاب تمهيد الاُصول من علم الكلام: ص321.