• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

في الكل قبيحاً، يكون كذلك بالنسبة إلي بعض النفوس. إذ جميع النفوس مستعدة للاستكمال، فاللازم هو بعث النبي الذي فاق الآخرين في الصفات المذكورة حتي يتمكن من هدايتهم و تربيتهم في أي درجة و مرتبة كانوا. ولقد أفاد و أجاد في توضيح المراد حيث قال: «إعلم أن الانسان من حيث الكمال لا يقف علي حد، بل في كل حد منه كان له إمكان أن يجوز إلي حد بعده، إن اجتمعت الشرائط، فمقتضي لطفه وجوده تعالي أن يكون بين الناس من يتيسر له تزكية الناس، و تكميل كل أحد و ترقبته من أي حد إلي مافوقه، بتقريب الشرائط، و هو النبي أو مثله ممن يقوم مقامه، فلابد أن يكون هو في حد كامل بحيث يتيسر منه ذلك في جميع المراتب، و تنقاد الاُمة للتعلم عنده و الخضوع لديه» (1) و لعل من اقتصر علي أصل الصفات لا الأكملية زعم أن النبي مخبر عن الله تعالي، و لم يلتفت إلي أن التزكية و التربية أيضاً من شؤونه، فيجب أن يكون في الصفات أعلي مرتبة.

و قد يستدل علي اتصاف النبي بأفضل الصفات الخلقية و العقلية، بأنه يجب أن يكون أفضل أهل زمانه، لقبح تقديم المفضول علي الفاضل عقلاً و سمعاً. قال الله تعالي: «أفمن يهدي إلي الحق أن يتبع أمن لا يهدّي إلاّ أن يهدي فما لكم كيف تحكمون» (2).

ثم لا يخفي عليك أن من اشترط اتصاف الأنبياء بكمال العقل و الذكاء والفطنة ولم يشترط الأكملية فيها، استدل له بأنه لولاه لكان منفراً، كما قال العلاّمة الحلي ـ قدّس سرّه ـ في شرح تجريد الاعتقاد: «و يجب أن يكون النبي في غاية الذكاء و الفطنة و قوة الرأي، بحيث لا يكون ضعيف الرأي، متردداً في

1) توضيح المراد: ج2 ص650.
2) يونس: 35 راجع أيضاً شرح الباب الحادي عشر ص38 الطبعة الحديثة في طهران، اللوامع الإلهية ص211.