• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الخامس:

في أن للذنب مراحل و مراتب متعددة، فإن الذنب قد يكون للتخلف عن القوانين، و من المعلوم أن التخلف عنها إذا كانت من الشارع أو مما أمضاه الشارع، حرام، والنبي والإمام معصومان عنه لما مر من الأدلة.

و قد يكون الذنب ذنباً اخلاقياً، و من المعلوم أن ارتفاع شأن النبي و الإمام لا يناسبه، فلذا كانت الأنبياء و الرسل و الأئمة الطاهرون متخلفين بأحسن خلق و مكرمة أخلاقية، كما نص عليه في قوله تعالي «و إنك لعلي خلق عظيم» (1)، «و إنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار» (2)، «و جعلناهم ائمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة و ايتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين» (3).

هذا مضافاً إلي اقتضاء كونهم مبعوثين للتزكية، أن يكونوا متصفين بمكارم الأخلاق و أعلاها، إذ هذه الغاية التي أوجبت في حكمته تعالي أن يرسل الرسل و الأنبياء، لا يمكن حصولها عادة إلاّ بكون الرسل و الأنبياء و الأئمة، ائمة في الاتصاف بالأخلاق الحسنة. «لقد كان لكم في رسول الله اُسوة حسنة» (4).

وقد يكون الذنب ذنباً عند المقربين و المحبين، و هذا الذنب ليس تخلفاً عن القوانين ولا يكون أثر الأخلاق السيئة و الزذيلة، بل هو قصور أو تقصير في بذل تمام التوجه نحو المحبوب، فالغفلة عنه تعالي عندهم ولو لفعل مباح ذنب، و هذا الذنب أمر لا تنافيه الأدلة الدالة علي العصمة عن الذنوب ولا يضر بشيء مما مر من الغايات، من إرشاد الناس و تزكيتهم و غيرهما، ولكن مقتضي الأدلة السمعية هو أنهم علي حسب مراتبهم في المعرفة أرادوا ترك هذا، و مع ذلك إذا ابتلوا به رأوا أنفسهم قاصرين و مقصرين في مقام عبوديته و محبته تعالي، و كثيراً ما عبروا عن هذا القصور و التقصير بالعصيان و الذنب، و بكوا عليه بكاء شديداً

1) القلم: 4.
2) ص: 47.
3) الأنبياء: 73.
4) الاحزاب: 21.