• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

لكنه أخص من المختار.

و ثانياً: إن الغرض في إرسال الرسل هو إرشاد الناس إلي ما يصلح للداعوية و الزاجرية، و هو يحصل بمجيء النبي الصادق، فيما جاء به، وإن كان عاصياً في أعماله و أفعالة الشخصية؛ لأن المفروض هو العلم بنبوته و صدقه في دعوي النبوة مع إظهار المعجزة، فمع قيام المعجزة و ثبوت عصمته في تلقي الوحي و إبلاغه بالدليل العقلي تسكن النفوس إليهم، كما تسكن النفوس نحو ما يرشد إليه الأطباء الحاذقون، و إن كانوا مرتكبين للمعاصي و الفجور، ولا يقاس النبي بالواعظ الغير العامل المرتكب للمعاصي، لظهور الفرق بينهما، و هو وجود الشاهد علي صدقه في الأنبياء دون الوعاظ و العلماء الغير العاملين، فالدليل المذكور لا يثبت عصمتهم في أفعالهم الشخصية، ولكن الانصاف أن الصلاحية المذكورة ذات مراتب مختلفة، و المرتبة العالية منها التي يمكن معها سوق عموم الناس إلي الاطاعة و الانقياد، لا تحصل عادة بدون العصمة في أفعالهم الشخصية، هذا مضافاً إلي أن الغرض من البعثة و إرسال الرسل لا ينحصر في الإرشاد، لما عرفت سابقاً من أن الغرض اُمور متعددة منها: التربية و التزكية و من المعلوم أنها لا تحصل بدون كون الأنبياء و المرسلين اُسوة في الفضيلة و الطاعة كما لا يخفي.

فالأنبياء معصومون ولو في افعالهم الشخصية، سواء كانت قبل البعثة أو بعدها، و إلاّ فلا يحصل مقتضي الانقياد العام ولا التربية ولا التزكية للعموم.

و منها ما في متن «تجريد الاعتقاد» من لزوم اجتماع الضدين لو لم يكن الأنبياء معصومين، حيث قال: «و يجب في النبي العصمة ... ولوجوب متابعته و ضدها».

قال الشارح العلاّمة ـ قدّس سرّه ـ في توضيحه: «إن النبي ـ صلّي الله عليه و آله ـ يجب متابعته، فإذا فعل معصية فإما أن يجب متابعته أو لا والثاني باطل، لانتفاء فائدة البعثة، و الأول باطل؛ لأن المعصية لا يجوز فعلها. ثم قال: و أشار